سقطت محمية "كهف وادي سنور" ببني سويف، من حسابات برامج شركات السياحة، رغم كونها مزارًا عالميًا، منذ أن أكتشفت عام 1989م من القرن الماضي أثناء العمل في أحد محاجر الألباستر الواقعة بمنطقة جبل وادي سنور بشرق النيل، على بعد 70 كيلو مترًا جنوب شرق المحافظة.
قال عنها خبراء الكهوف الدوليين وأساتذة الجيولوجيا بالجامعات المصرية، أن عمرها ملايين السنين وهي الثالثة من نوعها على مستوى العالم ووصفوها بالتحفة الجيولوجية الجاذبة للسياح، منذ إكتشافها لم تتوقف الدراسات والأبحاث التى تجرى حولها، للاستفادة منها سياحيًا.
يقول الدكتور منصور جابر، باحث بكلية الآثار، أن الفراعنة أكتشفوا جزاءا من المحمية وأستغلها محمد علىي في استخراج خام الالباستر "المرمر الأحمر" الذي أستخدمه في تكسية جدران مسجده الشهير والنافورات التي أقامها حوله بقلعة صلاح الدين الأيوبي.
وتابع: اختبأ بنفس المنطقة الرئيس الراحل أنور السادات، أثناء مطاردته من قبل الإنجليز بعد مقتل أمين عثمان، الذي كان ينادي بضرورة بقاء الاحتلال الانجليزي في مصر قبل قيام ثورة يوليو، متابعًا: كما أعد المفكر الشهير الراحل الدكتور مصطفى محمود، فيلمًا تسجيليًا عنها.
ولفت الدكتور محمد عليان، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم، أن الهوابط الموجودة بالكهف نموذجًا مثاليًا نادرًا لا ما يتكرر بهذا الشكل والحجم والعمق سوى في عدد قليل للغاية من الكهوف المماثلة في بعض دول العالم كما أن الظاهرة في حد ذاتها نموذجًا أيضًا للدراسة العلمية.وتابع: رغم مرور ما يقرب من ربع قرن على إكتشاف الكهف وإعلانه كمحمية طبيعية يتوجب تنميتها وتطويرها واستغلالها سياحيًا عن طريق تحويلها لمزار سياحي عالمي يستقطب وفود من كافة أرجاء الأرض وبعثات السياحة العلمية الغائبة عن مصر والتي نفتقدها بشدة.
وقال أحمد عبدالعزيز، بثقافة بني سويف، أنه فى عام 1992 صدر قرارا رئيس مجلس الوزراء بتحويلها إلى محمية طبيعية، وحظر القرار القيام بأي أعمال من شأنها تدمير أوإتلاف وتدهور البيئة الطبيعية أو الإضرار بالحياة البرية أوالمساس بمستواها الجمالي.
وأضاف: في أكتوبر من عام 1994 قام جهاز شئون البيئة بإستقدام خبراء في مجال الكهوف من خارج مصر لإعداد الدراسات اللأزمة لتنمية وتطوير المحمية ووضعت وقتها الرؤى والتصورات والتوصيات للنهوض بمنطقة المحمية ولكنها أًجهضت ولم ترى النور حتى الآن.
وتابع: على الرغم من تعاقب المحافظين على بني سويف، إلا أن لم يتمكن أحدهم من إستغلال الكهف وتنميته بالطريقة التي تحقق الفائدة من وجوده كأحد أهم روافد الإستثمار السياحي في مصر بصفة عامة وفي بني سويف بصفة خاصة.
من جانبه أكد محافظ بني سويف المهندس شريف حبيب، أنه زار المحمية منذ ثلاثة شهور للوقوف على احتياجات المنطقة لاستغلالها سياحيا وبحث تنفيذ بعض الإجراءات الفنية والهندسية الخاصة بتأمين المترددين على الكهف، فضلا عن مناقشة رصف الطريق المؤدي إليها بداية من الكيلو 18 على الطريق الصحراوي الشرقي لمسافة 30كم.
وأضاف: عقب تلك الزيارة خاطبت وزير البيئة في هذا الشأن، وأفاد بأنه يجرى حاليا عمل دراسة شاملة للوضع الحالي بالمحمية والكهف تمهيدا لاجراء أعمال الترميم اللازمة لبعض الأماكن بالكهف التي بحاجة للترميم والوسائل اللازمة لتأمين الزائرين وذلك من خلال أحد بيوت الخبرة المتخصصة في هذا المجال.
وأشار المحافظ، إلى أنه يجرى حاليا التنسيق بين المحافظة والوزارات المعنية للنهوض بالمنطقة من خلال توفير كافة المقومات والامكانات والدعم اللأزم لوضعها على خريطة السياحة المحلية والدولية وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة لتحويلها إلى عامل جذب سياحي بالمحافظة.