خطة توطين اليهود في الصين.. "وثائق سرية" تكشف: "الصهاينة" رفضوا الذهاب إلى بكين عام 1939 وأصروا على احتلال "فلسطين"

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن الخطة الصينية الكبرى لتوطين اليهود أوروبا المضطهدين في جنوب غرب إقليم يونان قرب الحدود البورمية في 1939.

وقالت الصحيفة اليوم الجمعة إن الخطة التي وضعت لأسباب إنسانية ولم تنفذ كلية، كشفت عنها مؤخرا وثائق رسمية في أرشيف الدولة الصينية لأسباب غير معروفة.

ووفقاً للوثائق فإن الخطة جاءت في وقت كانت تعاني فيه الصين من انسحاب داخلي مهين أمام القوات اليابانية الغازية، موضحة في الوقت ذاته أن الصين استقبلت موجات من اليهود المهاجرين من روسيا القيصرية بسبب الاضطهاد في الثلاثينات من القرن الماضي واستقروا في مناطق بشنغهاي وتيانجين .

وذكر التقرير أنه بعد اتحاد ألمانيا والنمسا في 1938 وهروب يهود تلك الدول بسبب الاضطهاد القاسي والوحشي، قررت الحكومة الصينية في العاصمة النائية تشونج تشينج بمقاطعة سيتشوان تبني اقتراحا قدمه صن فو "المعروف أيضا باسم صن كي"، ابن مؤسس جمهورية الصين والرئيس الأول "صن يات سين".

واقترح صن فو، الذي كان يشغل منصب رئيس السلطة التشريعية بالمقاطعة، توطين اللاجئين اليهود في منطقة نائية قريبة من الحدود مع بورما.

وتعكس المناقشات الموثقة تعاطف المؤسسات الصينية مع اليهود ورغبتها في مساعدتهم في وقت الحاجة ولكن كانت هناك اعتبارات أوسع وأكثر واقعية.

إحدى الوثائق التي تصف حيثيات الخطة تقول إن عدد اليهود في العالم حينها كان 16 مليون نسمة، 4 ملايين منهم في الولايات المتحدة و3 في الاتحاد السوفيتي و3 في بولندا.

وقالت الوثيقة إن ظهور الفاشية في أوروبا قاد لمزيد من الاضطهاد والقسوة ضد اليهود خاصة في ألمانيا، موضحة أن عملية اغتيال اليهودي هيرشل غرينزبان للدبلوماسي الألماني إرنست فوم رث في باريس، أدت إلى تفاقم أوضاع اليهود الألمان.

وأدعت الوثيقة أن حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا لم تقدم مساعدات كافية لليهود، على عكس مدينة شنغهاي الصينية التي منحتهم ملجأ حيوي، ولكن كانت هناك حاجة للحد من تدفق طالبي اللجوء وتوزيع الذين تم قبولهم في مناطق حول الصين.

وفي ظل ما كان بالفعل خطة جريئة، كان من المقرر أن تأخذ الصين عددا من طالبي اللجوء اليهود من أوروبا وتعيد توطين الطوائف اليهودية التي تعيش بالفعل في شنغهاي في مناطق أخرى.

وإضافة للاعتبارات الإنسانية، وضع مسئولون صينيون 4 أسباب رئيسية للمبادرة، أحد هذه الأسباب هو مساعدة الجماعات العرقية انطلاقا من روح السياسة الوطنية للصين، السبب الآخر هو الأمل في أن مساعدة اليهود سوف تثير التعاطف العام البريطاني نحو الصين، وهذا بشكل رئيس لكون العديد من الممولين والمصرفيين البريطانيين الذين يعملون في شرق آسيا حينها يهودا.

الصين توقعت أيضاً أن مساعدة اليهود ستزيد التعاطف العام الأمريكي مع الصين في المحنة التي تمر بها، وبحسب واضعي الخطة فإن استيعاب اليهود الذين كانوا يتمتعون بوسائل وموارد اقتصادية سيكون إسهام مرحب بها في الصين.

وقرر واضعو الخطة تصميم منطقة قريبة من الحدود الجنوبية الغربية وعينوا مسئول لجنة لإدارة المشروع، وحشد قادة اليهود في الصين وخارجها لدعم المبادرة وتسجيل المهنيين اليهودي لتطوير مجالات بعينها في الصين.

وكانت هناك دول عدة مقترحة لتوطين اليهود فيها خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، لكن اليهود أصروا حينها في مفاوضاتهم مع الدول الغربية الكبرى التي كانت ترحب بتلك الخطوة للتخلص من وجودهم في أوروبا على اختيار فلسطين مقرا لتأسيس وطنهم الجديد، انطلاقا من عقيدتهم بأنها أرض الميعاد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً