استقرار مصر سياسيًا وعدم تورطها في الصراع في سوريا، إضافة إلى امتلاكها لقرارها الخارجي، يجعل منها اللاعب الأبرز لخوض الوساطة بين الأطراف المتحاربة على حكم دمشق، عوامل يرى كتاب وسياسيون تصب في صالحها وتبشر بقرب انتهاء المأساة المستمرة هنالك منذ ست سنوات.
هل تكون مصر عرابة الحل في سوريا؟
شهدت مصر في الفترة الماضية استقرارا سياسيا ملحوظًا، بتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة خلفا للمعزول محمد مرسي الذي أطيح به في ثورة 30 يونيو، ما انعكس إيجابا على الدور المصري في الأزمة السورية.
ويرى معارضون سوريون، بأن مصر اليوم مرشحة بقوة للعب دور مهم في سبيل إنهاء الحرب السورية المستمرة منذ ست سنوات.
وقال "إلهامي المليجي" الكاتب الصحفي بالأهرام والخبير في الشأن السوري في حديثه مع "بين السطور"، إن مصر لديها علاقة تاريخية خاصة مع سورية، وليست لها مطامع بدور داخلي سواء كان في سورية أو غير سورية.
وكانت تصريحات رئيس "تيار الغد" السوري المعارض "أحمد الجربا" الأخيرة بشأن الدور المصري الإيجابي في حل الخلاف ما بين الحكومة والمعارضة مؤشر قوي على لعب مصر دورا كبيرًا في حل الأزمة السورية بحسب معارضيين سوريين.
وصرح "الجربا" اليوم السبت في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة بأن نزاهة الدور المصري في سوريا سابقا، دفعت "تيار الغد" الذي يرأسه، لاختيار مصر بدلًا من تركيا وسيطا لاتفاقي الهدنة الأخيرين في الغوطة الشرقية وحمص.
وأضاف بأن اختيار مصر دولة راعية لم يأت ترضية أو لمصلحة ضيقة، بل كان نتيجة طبيعية وضرورية لأسباب عدة منها عدم وجود صراعٍ بين مصر وأي فصيل سوري فاعل في مناطق الاتفاقات.
كما بين أن عدم دعم مصر لأى طرف عسكري في الأزمة، يشكل حساسية لأطراف اُخرى، موضحًا أن علاقة الثقة المتينة بين مصر وروسيا كانت دافعا إيجابيا له كجانب سوري.
وكانت مصر قد رعت اتفاق لوقف إطلاق النار في كل من "الغوطة الشرقية" و"حمص"، ما بين الحكومة والمعارضة الخميس الماضي بدعم وضمانة روسية.
وفي السياق نفسه، قال الدكتور"عوني الحمصي"، الباحث في العلاقات الدولية، في حديث صحفي، هناك أمل بأن الموقف المصري يصبح أكثر جدية في التعامل مع الأزمة السورية.
وأضاف، بأنه يعلم علم اليقين أن غياب الدور المصري سمح لكثير من الدويلات على رأسها قطر وبعض دول الخليج بإطالة أمد الأزمة.
وكتب "محمد أبو الفضل" في صحيفة "العرب" اللندنية أن دور مصر يتصاعد في سوريا باعتبارها وسيط معترف به من قوى فاعلة في الأزمة.
وأوضح بأن التحديات التي تواجه القاهرة تتمثل في القوى الرافضة لتواجدها، كتركيا وقطر والفصائل الإرهابية التي تدور في فلكهما، معتبرًا ذلك تحديًا جوهريا في تحديد مصير الدور المصري في سوريا.
ويشير سياسيون مصريون، بأن الثقة التي تمكنت القاهرة من زرعها في قلوب الأطراف في سوريا، من خلال اتخاذها موقف محايد في الاتفاق الأخير الذي رعته لوقف إطلاق النار، إضافة إلى كونها غير متورطة بدعم المجموعات الإرهابية كغيرها من الدول، سيمكنها من المضي قدما في قيادة عملية سياسية تؤدي إلى حل شامل للحرب هناك.