"الوساطة المصرية" مفتاح لغز تخلي السعودية عن المعارضة السورية.. الرياض: لابديل عن بقاء الأسد.. و"صفقة روسية" بشأن اليمن تعدل خطة "سلمان" في سوريا

تتسارع في الفترة الأخيرة التصريحات التي تتحدث عن مصير الأسد، ولم يكن المتابع للأحداث يستوعب مفاجأة كبرى تمثلت في البداية بإنقلاب الموقف الإمريكي من الرئيس السوري حتى خرجت اليوم تسريبات نسبت لوزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" يطالب بها المعارضة السورية بمراجعة حساباتها تجاه الأزمة في بلدهم،مؤكداً ان الرئيس السوري باقي لا محالة، ويأتي ذلك بعد الوساطة المصرية في اتفاق الغوطة وحمص، لإيجاد حل سلمي لوقف إطلاق النار بين المعارضين و الجيش السوري.

الجبير للمعارضة :الأسد باق في الحكم

خرج وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" اليوم الأحد بتصريح مثير للجدل للمعارضة السورية عن أن بشار الأسد باق في السلطة، وطالب المعارضة بإيجاد حل آخر.

وحسب المصادر فقد قال "الجبير" للمعارضة أن على الهيئة الخروج برؤية جديدة وإلا ستبحث الدول عن حل لسوريا من غير المعارضة، منوهًا بأن الوقائع تؤكد أنه لم يعد ممكنا خروج الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، وأننا يجب أن نبحث مدة بقائه في المرحلة الانتقالية وصلاحياته في تلك المرحلة.

صعوبة رحيل الأسد

في حين تحدثت صحيفة "الوطن" السورية في عددها اليوم أن السعودية أدركت صعوبة رحيل الأسد وتحاول التأقلم مع هذا الواقع عبر "ترويض" المعارضة التابعة لها وتهديدها بالتخلي عنها في حال أصرت على المطالبة برحيل الأسد.

وتحدثت جهات في المعارضة اليوم أن مؤتمر الرياض المقبل سيحمل معه قرارات مهمة على رأسها الإطاحة بمنسقها العام "رياض حجاب".

وعبر المعارض السوري "ميشيل كيلو" عن انزعاجه من التحول الكبير في مواقف الدول تجاه القضية السورية ومسألة بقاء الأسد في الحكم، وقال ساخرًا إن الدول استقرت على أن بديل الأسد هو الأسد.

تبعات الوساطة المصرية

تبنت القاهرة دوراً كبيراً في الأزمة السورية في الفترة الأخيرة عبر رعايتها لإتفاقي وقف إطلاق النار الأخيرين في "الغوطة الشرقية" وريف "حمص" بالتعاون والتنسيق مع روسيا.

وحول الموقف السعودي الأخير من رحيل الأسد وما إذا كان لمصر دور في ذلك التغير المفاجئ، تحدث الدكتور "سعيد اللاوندي" الكاتب الصحفي والخبير في العلاقات السياسية، لـ"أهل مصر"، أن الرياض قد استشعرت التغيرات الأخيرة في المواقف الدولية من الأزمة السورية وخاصة الموقف الأمريكي والفرنسي الذي جاء على لسان الرئيسين "ترامب" و"ماكرون"، وأبدى عدم رغبته برحيل الأسد وأن الأولوية لمحاربة التنظيمات الإرهابية المتمثلة بتنظيم "داعش" و"النصرة".

كما أضاف "اللاوندي": إن الموقف السعودي لا يمكن له أن يتعارض مع السياسة المصرية الخارجية، التي تنتهج الحياد سياسة لها في التعامل مع أطراف الصراع في سوريا، وتركز على تهدئة الأجواء ومحاربة الإرهاب، بالتوازي مع إطلاق عملية سياسية تحقق مطالب الشعب السوري.

ويرجع "اللاوندي" حرص الرياض على التوافق مع القاهرة مؤخرًا،بما يخص العملية السياسة المرتقبة في سوريا والتي تركز على محاربة الإرهاب والتغاضي عن مصير الأسد، إلى المصالح المشتركة بين البلدين ويأتي في مقدمتها محاربة الإرهاب وداعميه في المنطقة، والحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها.

لغز تغير موقف السعودية

ويرجع عدد من المحللين أسباب تغير الموقف السعودي من رحيل الأسد بسببين رئيسيين:

-التقدم الكبير الذي يحققه الجيش السوري على الأرض وسيطرته على معظم الأراض التي خسرها في السنوات الأخيرة، وتشتت المعارضة المدعومة من قبلها وضعف موقفها على الأرض.

-انشغال السعودية بأزماتها في قطر واليمن ، والضغوطات الدولية التي تطالبها بالانسحاب من اليمن، مع تفشي الأمراض هناك، كما أن روسيا عقدت صفقة مع السعودية للوقوف بجانبها ضد الحوثيين في اليمن رغم دعم حليفتها إيران لهم مقابل دعم بقاء الأسد.

وموقف السعودية الأخير لم يكن الأول من نوعه الذي يخرج من دول لطالما اتخذت موقف العداء من الأسد وكانت مصرة على رحيله وأصبحت اليوم مرحبة ببقاءه فقد صرح الرئيس الفرنس "إيمانويل ماكرون" قبل شهرين، إنه لا يرى أي بديل شرعي للرئيس السوري بشار الأسد وإن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطا مسبقا لحل الصراع المستمر منذ ستة أعوام.

الجدير بالذكر أن مؤتمر جنيف 8 من المرجح أن يعقد في سبتمبر المقبل وسط هدوء تشهده جبهات القتال، بعد التوقيع على اتفاقيات مناطق خفض النزاع بين الأطراف المتحاربة برعاية روسية إمريكية تمهيدا للحل السياسي المرتقب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
سقوط جرار يتسبب في توقف حركة القطارات على خط بورسعيد - الإسكندرية