أمام الوضع الاقتصادي الصعب التي تشهده السودان أخيرًا، لا يسع الخرطوم إلا أن تتقرب من السعودية والإمارات، لتحصل منهما على ما يساعدها، للتخلص من أزمتها الاقتصادية، مقابل التدخل "فعليا" بقواتها في اليمن لقتال ميليشيات الحوثي هناك، تحليل خلص إليه متابعون لتبرير خطوة البشير الأخيرة في إرسال 700 جندي آخر لإسناد قوات التحالف العربي، على الرغم من مطالبات شعبية أخيرة بعدم زج أبناءهم في القتال هناك.
تعزيزات سودانية وتهديد بالإبادة
بثت قناة "الشروق" التليفزيونية السودانية، الثلاثاء الماضي، مشاهد عرض عسكري لمجموعة جديدة من كتائب قوات الدعم السريع، قائلة إنها في طريقها إلى اليمن للانضمام إلى قوات التحالف العربي.
وتشير التقارير غير الرسميّة أن عدد القوّات السودانيّة المُشاركة في حرب اليمن تصل إلى 8220 جُنديًّا وضابطًا.
وفي الوقت الذي لم تذكر القناة أية معلومات عن أعداد الجنود الذين سينضمون لقوات الحالف في اليمن، تؤكد مصادر سودانية أن عددهم 700 عنصر سيتم إرسالهم لليمن مقابل عودة نفس العدد من هناك.
كما ذكر المصدر بأن الخرطوم تسعى إلى استبدال كل جنودها في اليمن، على 9 دفعات، بعد مطالبات الجنود هناك بالعودة إلى السودان ورفضهم القتال.
وتوعد رئيس اللجنة الثورية للحوثيين "محمد علي الحوثي"، القوات السودانية التي يطلق عليها "الدعم السريع" وتتجه للمشاركة في عمليات التحالف العربي في اليمن، بالمواجهة والإبادة.
وقال "الحوثي" الخميس، في سلسلة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وعلى "فيسبوك"، إن "البشير" يرسل مجندين إلى المحارق في اليمن من جديد، وإن الشعب اليمني قادر بإذن الله على مواجهتهم وإبادتهم.
وبحسب مصادر يمنية فقد بلغ عدد قتلى الجنود السودانيون، منذ بدء التدخل السوداني في اليمن 41 جنديًا وضابطًا فيما بلغ عدد المصابين 177 جنديًا وضابطًا، واختفاء 7 آخرين لا يزال مصيرهم مجهولا.
أهداف التدخل السوداني الأخير
ويرجع محللون إلى أن إرسال قوّات التدخّل السريع هذه، تأتي لتَعكس رَغبة سودانيّة رسميّة في كَسب ود دول التحالف المُقاتلة في اليمن، السعوديّة والإمارات خاصّةً، والحُصول في المُقابل على دعمها المادي للسودان في مُواجهة أوضاعه الاقتصادية المُترديّة.
كما إن مصادر يمنية، تفيد بأن الرئيس السوداني يهدف من وراء إرسال قوات جديد لليمن إلى مصالحة السعوديّة والإمارات بعد التوتر الأخير بينهما، جراء اتخاذ البشير موقفا محايدا من حصار قطر والوقوف موقف المتفرج.
وفي السياق نفسه يتوجه "البشير" للذهاب إلى طنجة، للقاء العاهل السعودي الذي يَقضي إجازةٍ فيها، ينوي خلال االلقاء إلى ترميم العلاقات السودانيّة السعوديّة شِبه المُنهارة بسبب عدم وقوف الرئيس السوداني في مُعسكر الدول المُقاطعة لقطر.
يذكر أن السودان تشارك بالحرب في اليمن التي أطلقتها السعودية تحت اسم "إعادة الأمل" وتشارك بها كل من دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان، بالإضافة لمصر والأردن وباكستان.