قال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إنه من منطلقات الدعوة إلى الله تعالى أن يَلتَفِتَ الداعية إلى ما عند الله من الأجر والثواب العظيم، ذلك أن الداعية إلى الله تعالى لا يعمل لحسابِ مخلوق، ولا يعمل لتحصيل منافعَ دنيويةٍ فانية؛ وإنما هو عاملٌ بحق العبودية لله تعالى، قائم بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، مُبلِّغٌ منهجَ الله إلى الناس.
جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها، فى الفوج الثالث بمعسكر أبى بكر الصديق، اليوم الإثنين، والذى يستضيف لأول مرة الداعيات والواعظات من أبناء وزارة الأوقاف.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف، على أهمية التزود من سِيَر الأنبياء والدعاة فالداعية إلى الله تعالى ليس في المَيدان وحيدًا، ولا يسير في الطريق وحدَه، وإنما هو واحدٌ من كثير من السابقين على الطريق، فعليه أن يأخذ الزاد ممن سبق، وأن ينظر في سِيَرهم، ويلتمس العبرةَ في منهجهم ودعوتهم، وأخلاقهم وعبادتهم، وأن يتزوَّد مِن مَعِينهم، ويعمل كما عمِلوا، ويصبر كما صبروا.
وأوضح العجمي، أنه في نظرِ الداعية الصادق إلى السابقين دروسٌ وعِبَر، من التبليغ للرسالة، والصبر على الكيد والمكر، وسَعَةِ الصدر للناس، وسَعَة الأفق في التعامل مع الأحداث الجارية، والتخلُّقِ بآداب وأخلاق الدعاة الموفَّقين مِن الله تعالى.
ووجه العجمى، حديثه للداعيات والواعظات قائلا: "عليكن دور كبير فى تبليغ الدعوة إلى الله، لذا فيجب أن تستخدمن التنويع في أساليب الدعوة والاستفادة من الوسائل الحديثة، والداعية الفَطِنة إلى الله تعالى عليها أن تسلكَ في دعوتها مسلكَ الأنبياء والرسل عليهم السلام، وأن تقتدي بهم، وتنوِّع في أساليب دعوتها، وحسنِ بيانها وعرضها على الناس، فقد لا يَقبَلُ شخصٌ الدعوةَ بأسلوب معين، فيمكن أن ينشرح صدره ويقبلها بأسلوب دعويٍّ آخر".