اعلان

بالأرقام.. الجيش السوري يستعيد 80% من الأراضي.. والمعارضة تلفظ أنفاسها الاخيرة في "إدلب".. والأكرد "العمود الفقري" في الحرب ضد داعش (إنفوجراف)

مع تفكك المعارضة السورية وتخلي الكثير من داعميها عنها، يتقدم الجيش السوري على الأرض، ويسيطر على المزيد من المساحات، محرزا تقدمًا كبيراً عليها، تمثل أكبرها بطردها من محافظة حلب أكبر معاقلها أواخر العام الماضي.

كما ساهم الإجماع الدولي على محاربة الإرهاب في سوريا، بإحراز الجيش السوري تقدما كبيرا على تنظيم داعش، تجلت ثماره بسيطرة الجيش على مدينة "السخنة" آخر معاقل التنظيم في ريف حمص.

وشكل اعتماد الولايات المتحدة الامريكية على قوات سوريا الديمقراطية، التي يمثل الأكراد معظم مقاتليها في محاربة تنظيم "داعش"، شكل دفعة قوية لهم للتقدم، وبسط نفوذهم على الكثير من المناطق، ولعل أهم تلك المناطق هي مدينة الرقة التي استطاعت السيطرة على أكثر من نصفها إلى حد الآن.

-سيطرة الجيش السوري

ويسيطر الجيش السوري على معظم المناطق المأهولة في سوريا فيستحوذ على العاصمة دمشق التي يقطنها 60% من سكان سوريا أكثر من نصفهم نازحين من المدن والمحافظات الأخرى، كما يسيطر على المنطقة الوسطى المتمثلة بمحافظتي حمص وحماه باستثناء أجزاء من أريافهما، فيما تقبع محاظتي اللاذقية وطرطوس على الساحل لحكم دمشق أيضًا، حالهما حال حلب والقنيطرة وأجزاء من درعا ودير الزور وريف دمشق والحسكة.

ويعيش ضمن المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري أكثر من 80% من سكان سوريا المتبقين والذي يقدر عددهم بـ17مليون بعد أن كانوا 24 مليون في عام 2011، وتعتبر المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية مناطق ومحافظات رئيسية ذات تجمع بشري وتجاري كبير يأتي في مقدمتها محافظتي حلب ودمشق.

-سيطرة المعارضة

في حين تسيطر قوات المعارضة السورية على أجزاء متفرقة من البلاد غير مترابطة مع بعضها، وغالبا ما تكون المناطق التي تسيطرعليها مناطق محاصرة من قبل الجيش السوري، كريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية قرب دمشق.

وتعتبرمحافظة إدلب المحافظة الوحيدة التي تخضع بكاملها لسيطرة المعارضة السورية، باستثناء بلدتي كفريا والفوعة التي تسيطر عليها قوات تابعة للجيش السوري، ويشهد الريف الشمالي لحلب سيطرة المعارضة على معظمه مع تعاظم قوتها هناك، مدعومة من قبل الجيش التركي لتوسيع سيطرتها هناك.

كما تسيطر المعارضة على أجزاء واسعة من مدينة درعا وريفها التي تشهد هدوءا كبيرا، بعد توقيع اتفاق الهدنة الأخير والذي شمل المنطقة الجنوبية الغربية من سوريا (درعا،والقنيطرة).

ولا تخلو مناطق في ريف القنيطرة وريف حماة الشمالي، وأجزاء من البادية السورية من تواجد للمعارضة، وإن كانت هذه المناطق هي مناطق غير مهمة استراتيجيا على الأرض بحسب رأي الخبراء.

ويعيش المدنين المتواجدين في مناطق المعارضة حالة عدم استقرار، نتيجة القصف والاشتباكات التي لا تكاد تفارق مناطقهم.

سيطرة الأكراد

تعاظم في الفترة الأخيرة الدور الكردي في الأزمة السورية، وبات لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي يشكل الأكراد عمودها الفقري قوة لا يستهان بها، خاصة مع دعم الولايات المتحدة الإمريكية لها وتزويدها بالسلاح.

وتسيطر "سوريا الديمقراطية" والتي تضم في صفوفها عدد قليل من الشباب العربي، على كامل محافظة "الحسكة" باستثناء مركز مدينتها التي تتقاسمه مع الجيش السوري.

كما تسيطر القوات الكردية على نصف مدينة "الرقة" تقريبًا، وعلى كامل مدينة "عفرين" ذات الغالبية الكردية في ريف حلب، والتي يقطنها حوالي مليون شحص، نصفهم نازحون من مدينة حلب والبلدات المحيطة بها.

وتتهم منظمات دولية القوات الكردية بتهجير السكان العرب من المناطق التي تسيطر عليها، وتنفي قوات سوريا الديمقراطية تلك التهم باسمرار، معتبرة اياها محاولة لتشويه سمعتها.

-سيطرة داعش

بالرغم من فقدان داعش ل60% من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا، بحسب المتحدث باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة التنظيم "جون دوريان"، إلا أن التنظيم ما يزال يسيطر على ما يقرب من ربع مساحة سوريا.

ويستحوذ "داعش" على 70% من مدينة دير الزور، التي تشهد معارك مستمرة بينه وبين الجيش السوري داخل الأحياء السكنية، في حين يسيطر على كامل ريفها.

ويخوض التنظيم معارك شرسة ضد قوات سوريا الديمقراطية داخل أحياء مدينة الرقة التي يسيطر على نصفها، ويتخذ منها عاصمة له في سوريا والعراق.

ويتواجد التنظيم أيضا في ريف حماه الشرقي ويشن هجمات مستمرة للتمدد والسيطرة على مناطق جديدة، بالإضافة إلى تواجده في ريف درعا الغربي الملاصق للحدود الإسرائيلية.

كما يخضع حي "الحجر الأسود" و"مخيم اليرموك" في دمشق لسيطرة التنظيم، وتدور اشتباكات بين الحين والآخر بينه وبين الجيش السوري من جهة، وبينه وبين المعارضة من جهة أخرى.

وتشهد مناطق سيطرة داعش إعدامات بحق المدنيين وتشديدا كبيرا على في اللباس، كما يفرض على المدارس الخاضعة لسيطرته مناهج خاصة تعبرعن فكره المتطرف.

-مستقبل النفوذ

خارطة السيطرة هذه لن تدوم طويلا على حالها، فبحسب خبراء عسكريون فإن انهيار تنظيم داعش في سوريا قد بدأ منذ طرده من ريفي حلب والرقة الشماليين وإغلاق طرق الإمدادات الرئيسية له عبر الحدود مع تركيا.

وتشير التطورات الأخيرة إلى قرب الجيش السوري من بدأ معركة في دير الزور للسيطرة عليها واستردادها من "داعش"، كما تتابع قوات سوريا الديمقراطية تقدمها في مدينة الرقة، وباتت اليوم تسيطر على أكثر من55% من مساحة المدينة وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وتشير التوقعات بقرب طرد التنظيم منها.

ومن المتوقع أن تساهم الهدنة بين الجيش السوري والمعارضة بحفاظ كل طرف على مناظق نفوذه لفترة ليست بالقصيرة، كما إن انعقاد مؤتمر جنيف8 سيسهم بشكل كبير في تهدئة الجبهات فيما بينهم، وتركيز كل طرف على استرداد ما أمكن من مناطق خاضعة لداعش والأكراد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أمير القلوب.. لماذا تم رفع اسم أبو تريكة من قوائم الإرهاب؟