تحول أساتذة الجامعة إلى متحرشين.. أطباء نفسيون: مؤشر على انحدار مستوي التعليم والأخلاق في مصر.. الضعف الداخلي الذي يعاني منه الشخص أحد الأسباب

بين ساعة وأخرى، تحدث جريمة، ولكن هناك جرائم لا يمكن نسيانها، وتصبح علامة سيئة، وأشعل المقطع الصوتي الذي انتشر منذ ثلاث أيام على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جرائم تعدي أساتذة الجامعات على الطالبات، ويظهر في هذا المقطع، صوت دكتور جامعي يدعي، ياسين لاشين، يطلب من إحدى الطالبات أن تتجرد من ملابسها، بهدف تصويرها عارية وإقامة علاقة "جنسية" معها.

ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها لأستاذ جامعي يتحرش بطالبة، فبداية يونيو عام 2015، شهدت على واقعة مماثلة، عندما ظهرت مصادر في جامعة عين شمس، تثبت أن عضوًا بهئية التدريس في الجامعة، قام باستدراج طالبة وإجبارها على إقامة علاقة معه، وصورها في أوضاع غير أخلاقية، كوسيلة تهديد ليضمن صمتها.

ولكن افتضح الأمر عندما تأكدت الطالبة أن الدكتور الجامعي لن يتزوجها، وأبلغت عن ما حدث معها، وتم على الفور عزل الدكتور من مهنة التدريس الجامعي، من قبل مجلس هيئة التدريس بجامعة القاهرة.

وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي رأي خبراء الطب النفسي حول تحول بعض أساتذة الجامعات من علماء ينقلون العلم والأخلاق إلى الطلاب، إلى متحرشين جنسيا..

ومن جانبه، أوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن تحول الفكر الخاص للأستاذ الجامعي، مقارنة بالأعوام السابقة، يرجع إلى الانحدار في المجتمع، والمشكلة هنا لا تطبق فقط على جرائم تحرش لأستاذ جامعي على الطالبات الجامعية، وإنما يتعدي الأمر ذلك، ليصل إلى بيع الكتب والمراجع بأسعار عاليه واضطهاد الطلاب، وغيرها من الأعمال التي تسئ إلى مستوي التعليم والأخلاق في مصر.

وأوضح أستاذ الطب النفسي، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن ما يحدث يجب أن يتم وضع حد له، ومن المفترض أن يعود الفكر المصري كما كان سابقًا، لأن ذلك يهدد مستوى التعليم والأجيال، لأن الفكر الذي تتخذه الأجيال يأتي من القيم والقواعد التي يتعامل بها المجتمع معهم، والطبيب وأستاذ الجامعة والمهندس، كل أولئك من المجتمع، وبالتالي ينعكس فكرهم على فكر الشباب، ويتأثروا بهم، مشيرًا إلى أنه في حالة أن يكون فردًا في المجتمع يتبع فكر غير أخلاقي، سينعكس على جزء كبير من باقي المجتمع.

وأشار جمال فرويز، إلى أن أساتذة الجامعات قديمًا، كان لهم مكانة كبيرة في عيون الطلاب، والمجتمع ككل، أما في الوقت الحالي، تحولوا لمجرد أشخاص عاديين في المجتمع في أغلب الأحوال، وهذا يقلل من قدرهم عند طلاب الجامعات، ولذلك يجب أن يعود الفكر القديم مرة أخرى، ليعود معه احترام الأشخاص الذين من المفترض أن يكون لهم مكانة في المجتمع.

أما عن الدكتور مصطفي أحمد، الخبير النفسي، فأوضح أن فكر أساتذة الجامعات لم يتغير عن السابق، والدليل في ذلك، أنه حتى هذه اللحظة يوجد أساتذة في عدد كبير من الجامعات، يسيرون وفقًا للقواعد الأخلاقية، ولا يتعدون في الحديث مع طلابهم، سواء كان طالب أو طالبة.

وأكد الخبير النفسي، في تصريح خاص لـ" أهل مصر" أن الأستاذ الجامعي، الذي يتحرش أو يتعدي جنسيًا على إحدي طالباته، يكون السبب وراء ذلك هو الضعف الداخلي الذي يعاني منه الشخص، وليس تغيير الفكر، مشيرًا إلى أن الشخص الذي يميل إلى "ممارسة أعمال منافية للآداب"، يمكنه أن يذهب إلى أماكن يسمح بذلك، أو يمكنه أن يتزوج، ولكن الحالة هنا مختلفة؛ لأن هذا الشخص، يرغب في أن يفرض شخصيته على الطالبة الضعيفة، وهذا يدل على ضعف في شخصيته.

وأوضح الدكتور أحمد، أن هناك شق آخر، لهذه القضية، وهي التربية الخاطئة في المنزل، لأن الأسرة تعلم أطفالها الخوف من التهديد، أو الرسوب تحديدًا، وذلك هو الوتر الذي يلعب عليه الأستاذ الجامعي، لنيل رغبته من الفتاة وفرض سيطرته.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الدولار اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024.. اعرف بكام؟