شدد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد على “أن من ثوابت المملكة إبعادَ الحج عن أي تشويش خاصة دعوات (تسييس الحج)”، مؤكدًا أن سياسة السعودية منذ إنشائها تشدد على أن “الحج والديار المقدسة ليست ميدانًا للعصبيات المذهبية”.
وأعاد الشيخ صالح التأكيد على أن “هذه الثوابت لا تمنع أحدًا قصد هذا البيت أيًّا كان موقفه السياسي، أو توجهه المذهبي”، مضيفًا: “لقد علم حجاج بيت الله وزوار مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موقف المملكة الحازم في المنع الصارم من أن يُحوّل الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب وأنظمة الحكم”.
وتابع: إن حكومة المملكة تبذل الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما؛ حجاجًا، وعُمَّارًا، وزُوَّارًا؛ قربةً إلى الله، وشعورًا بالمسؤولية.
وأضاف:”من ثوابت هذه الدولة ومما تتقرب به إلى الله، تسخير إمكاناتها المادية والبشرية، ورسم الخطط والبرامج لإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما، وخدمة قاصديهما”.
يأتي حديث إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة بعد وصول عدد من الحجاج القطريين، ردًا على اتهامات قطر بتعمد المملكة تسييس الحج، وهو ما نفته السلطات السعودية.
واتهمت قطر السعودية بوضع عراقيل أمام أداء مواطنيها في الحج، نافيةً أن تكون تسعى إلى تدويل إدارة موسم الحج في مكة المكرمة، وذلك على خلفية أزمة مفتوحة مع السعودية.
وأعلنت وزارة الأوقاف القطرية في بيان مؤخرًا، أن “وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية امتنعت عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج، وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة، متعللة بأن هذا الأمر في يد السلطات العليا في المملكة، وتنصلت من تقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج القطريين”.
غير أن الرياض، أكدت أنها ستسمح للقطريين الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام بدخول أراضيها، مرفقة ذلك ببعض القيود.