لن تعد الوحدة هي الصديق الأمثل في هذا العصر الصاخب، حيث نصحت دراسة طبية حديثة من ضرورة الإبتعاد عن الوحدة والعزلة الإجتماعية التى قد تؤدى إلى الوفاة المبكرة.
وأشارت الأبحاث الطبية الحديثة من أن الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم في عزلة اجتماعية يصبحون أكثرعرضة للوفاه المبكرة، على عكس الأشخاص الذين يعانون من البدانة المفرطة.
وقد قام الباحثون تحليلين، شمل الأول 300 ألف مشارك، وتم الوصول بعد التحليلين أن زيادة التواصل الاجتماعي ارتبطت بتراجع بنسبة 50% في خطر الوفاة المبكرة بينهم، فيما ضمت الدراسة الثانية أكثر من 3.4 مليون شخص في أمريكا الشمالية وبعض الدول الأوروبية والآسيوية وأستراليا، ووجد أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة الذي سيطر على عدد كبير من المشاركين في الدراسة كان له تأثير كبير على زيادة خطر الوفاة المبكرة بينهم.
وصرحت الباحثة جوليان هولت، أستاذ الأمراض النفسية في جامعة بريجهام: "تظهر الأمثلة المتطرفة أن الرضع في الحضانات الذين يفتقرون للاتصال الإنساني يفشلون في النمو بصورة طبيعية، وغالبا ما يلقون حتفهم، بل أن العزلة الاجتماعية أو الحبس الانفرادي استخدم كشكل من أشكال العقاب، مشددة على أن عددا كبيرا من الأمريكيين باتوا يواجهون عزلة اجتماعية واسعة".
وتشير الإحصاءات إلى معاناة ما يقرب من 42.6 بالغ فوق سن الـ45 في الولايات المتحدة من الوحدة المزمنة، وتكشف أحدث بيانات التعداد الأمريكي أن أكثر من ربع السكان يعيشون بمفردهم، وأكثر من نصف السكان غير متزوجين، ومنذ التعداد السابق انخفضت معدلات الزواج وعدد الأطفال لكل أسرة.
وأكد الباحثون على وجود أدلة قوية على أن العزلة الاجتماعية والوحدة تزيدان من خطر الوفاة المبكرة، ونصح الباحثون بإعطاء أولوية أكبر للبحوث والمواد لمعالجة هذا التهديد على الصحة العامة من المستوى المجتمعي إلى المستوى الفردي، ويمكن زيادة التركيز على التدريب على المهارات الاجتماعية للأطفال في المدارس، وينبغي تشجيع الأطباء على إدراج الترابط الاجتماعي في الفحص الطبي.