ناقش صالون الجمهورية الثقافي، "فلسفة الحرب والسلم والحكم" للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وذلك بحضور ومشاركة كل من: حلمي النمنم وزير الثقافة، والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، ومحمد أبو الحديد رئيس مجلس إدارة دار التحرير الأسبق، وجلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة دار التحرير السابق، وناجي قمحة مدير التحرير السابق، والشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني، ومحمد الأبنودي رئيس تحرير عقيدتي، وفريد إبراهيم نائب رئيس التحرير، ونخبة من العلماء والكتاب ونواب رئيس تحرير الجمهورية، ومديري التحرير بالجمهورية وكتابها المتميزين، منهم بسيوني الحلواني، وأشرف عبد الغني مدير تحرير الجمهورية، ومحمد منازع مدير التحرير، وجملات يونس مديرة تحرير.
وفي بداية اللقاء رحب الكاتب الصحفي سعد سليم رئيس مجلس إدارة دار التحرير الحالي بمعالي وزير الأوقاف مؤلف الكتاب، والسادة الحضور من العلماء والمفكرين، مؤكدًا أن الكتاب جاء توعية للمصريين بالرد على عدد من شبهات المتطرفين، وإذا كانت مصر ممتلئة برجال الجيش والشرطة الذين يواجهون الجماعات الإرهابية، فهناك من رجال الفكر وأصحاب القلم المستنير الذين يدافعون عن بقاء الأمة المصرية من رجال الأزهر ووزارة الأوقاف بما لديها من قدرة وشجاعة على تفكيك الأفكار التي تستند عليها الجماعات الإرهابية، ويأتي كتاب معالي وزير الأوقاف في توقيت بالغ الحساسية.
وقد أدار حلقة النقاش الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق رئيس التحرير، الذي رحب بوزير الأوقاف، مؤكدًا أن الكتاب مهم ومتميز وقد صدر في زمن كثرت فيه المفاهيم المغلوطة.
وفي بداية كلمته أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن اليأس لا علاقة له لا بالإيمان ولا بالوطنية وأن أقصى ما يطمح إليه الأعداء أن نيأس ونقول: لا وجود للأمل، والحقيقة أن هذا اللقاء المباشر قد زادني أملًا في قدرتنا على أن نحدث شيئًا كبيرًا في تصحيح المفاهيم الخاطئة.
كما أشار إلى أن الحفاظ على الأمن مسألة كبيرة جدًا، فهناك عدد كبير من الضحايا الذين يقفون في صف الدولة، والكثير منا لا يقف على حجم الكلفة المادية التي تواجه بها الدولة الإرهاب، فالحروب تحتاج إلى اقتصاد قوي ولحمة شعب ووحدة صف، فالكلفة المادية كبيرة جدًا ورغم كل هذه الحروب الطاحنة فالاحتياطي النقدي – والحمد لله – قد تجاوز الـ 36 مليار دولارًا، وهذا يعطينا أملًا كبيرًا في المستقبل.
وفي سياق متصل أعرب عن سعادته الكبيرة بالصالون الثقافي الذي ربى كثيرًا من الأجيال السابقة من كتاب ومفكرين كان لهم شأن كبير في عالم الفكر والثقافة، مشيرًا إلى أنه ينبغي أن نكسر حاجز الهوة بين المتعلمين والعلماء الكبار والمفكرين، ولا أبالغ إن قلت: إن مناطق الخلاف تتلاشى إلى حد لا يكاد يؤثر في الفكر والثقافة بانعقاد مثل هذه النقاشات، فعلينا أن نعمل معًا لتحقيق المصلحة الوطنية، مشيرًا إلى أن الذي يستطيع أن يجدد ويصوب الخطاب الديني لابد أن يكون متخصصًا في علوم الدين مطلعًا على كافة المعارف الدنيوية ولا ينتمي إلى أي جماعة متشددة أو أي أيدولوجية تميل به عن طريق الجادة.
وفي ختام كلمته أكد أننا في حاجة إلى شراكة حقيقية لنعمل معًا في نشر الفكر المستنير، وربما تكون هذه نقطة البداية لإعادة صالون دار الجمهورية الثقافي وإحيائه من جديد، كما نأمل في مزيد من اللقاءات بين علماء الدين ورموز الفكر والثقافة في المجتمع.
ومن جانبه أكد الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية أن كتاب معالي وزير الأوقاف له قيمة كبيرة من حيث التوقيت والعنوان والمحتوى، فالإسلام دين الفكر، ولم يكن دينًا يصادر أفكار الناس، ثم قال سيادته: أحيي مؤلف الكتاب الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، مشيرًا إلى أن الكتاب يقدم تفسيرات عصرية ناضجة وهو ابن مرحلتنا الراهنة، ونشر مثل هذا الكتاب يسهم في تصحيح صورة الإسلام في العالم كله، ويجب ترجمته ونشره على نطاق واسع.
ومن جانبه أكد حلمي النمنم وزير الثقافة أن كتاب معالي وزير الأوقاف يقرر حقيقة مهمة، وهي أن الله ينصر الدولة العادلة حتى لو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة، فالعدل هو الأساس وهذا موجود في الضمير المصري العام، موضحًا أن هذا الكتاب يعد نقلة في الفكر الإسلامي الوسطي.
وفي كلمته أكد الدكتور عبد الله النجار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن وزير الأوقاف وزير مصري من طراز خاص وهو مهموم بهم وطنه، ويفكر في سلامته بعقل واستنارة، وأن الكتاب كتاب الوقت والساعة، وقد تميز بالربط بين الحرب والسلم والحكم، وهو أمر لم يسبق إليه أحد وله دلالات كبيرة، منها: أن إعلان الحرب ليس لآحاد الناس أو بعضهم، أو مجموعة منهم، إنما هو لمن أناط به دستور كل دولة وقانونها إعلان حالة الحرب والسلم.
فالكتاب يعالج العلاقات الدولية في الإسلام، وقد سبق بكتابات عن الحرب والسلم من مؤلفين آخرين ولكنهم لم يكتبوا عن الحكم، وهذه إضافة من جانب وزير الأوقاف في هذا الموضوع، فإضافة مبحث الحكم يتضمن بيان الغاية التي تغياها الإرهابيون من الحرب والسلم، فهم يمارسون الحرب ليس لله ولكن طلبًا للحكم والسلطة، فغاية أمرهم هو الحكم، وجميع شعاراتهم زائفة.
وفي كلمته أكد الكاتب الصحفي محمد أبو حديد رئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق أن معالي الوزير قادر على تسريع خطوات تصويب الخطاب الديني لدى الشباب وكل قطاعات المجتمع، ثم قال سيادته: أحيي وزير الأوقاف مؤلف الكتاب القيم، وأحيي شجاعته في المواجهة وقدرته على التجديد ونشر الفكر الوسطى بين الشباب وكل قطاعات المجتمع، مشيرًا إلى أن عنوان الكتاب يحمل بعض ما درسناه في الاقتصاد والعلوم السياسية، وأنه تأكيد للتزاوج بين العلم والفكر والدين، وهي قيمة مضافة للكتاب والفكر، ويجب أن يصل مضمونه إلى كل شرائح المجتمع والعالم من خلال الإذاعة والتليفزيون ومناهج التعليم.
وفي كلمته أكد جلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة دار التحرير السابق أن هذا الإبداع من الدكتور محمد مختار جمعة ليس الأول.
ومن جانبه أكد ناجي قمحة مدير التحرير السابق أن الكتاب رصاصة يطلقها وزير الأوقاف في معركة الوطن ضد الإرهاب.