أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، حرص مصر على تعزيز علاقاتها الاقتصادية الثنائية مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان" خلال المرحلة المقبلة من خلال تنمية وتعزيز العلاقات التجارية وتبادل الاستثمارات المشتركة الأمر الذي يسهم في تحقيق نقلة نوعية في مستوى العلاقات الاقتصادية المشركة بين مصر ودول الرابطة.
وقال قابيل، إن رابطة الآسيان تعد نموذجًا اقتصاديًا فريدًا يحتذى به حيث نجحت بفضل التفكير المستقل وتبني سياسات وإجراءات حاسمة مستفيدة من تجارب الدول الآخرى في تعزيز مكانتها الاقتصادية إقليميًا ودوليًا.
جاء ذلك فى سياق كلمة الوزير التي ألقاها نيابة عن رئيس مجلس الوزراء خلال فاعليات الاحتفال بالذكرى الـ50 لإنشاء رابطة دول جنوب شرق آسيا " الآسيان" والذى حضره عدد من السفراء وكبار رجال الدولة.
وأشار الوزير إلى إنه رغم حداثة العهد الاقتصادى لرابطة دول جنوب شرق آسيا " الآسيان" إلا أنها رسخت مكانتها ورفعت تصنيفها بين القوى والتكتلات التجارية الرئيسية على مستوى العالم متخطيةً كافة التوقعات والتنبؤات الاقتصادية بعدم قدرة دول جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا على تخطي حاجز الفقر غير أنها نجحت بفعل معدلات النمو االصناعى السريعة التي سجلتها قارة آسيا في النصف الثانى من القرن الماضي في تحقيق نهضة اقتصادية وتبوأ مكانة متميزة على خريطة الاقتصاد العالمي.
وأكد قابيل أنه رغم تعرض الرابطة لأزمة مالية طاحنة في عام 1997 إلا أن أعضاء رابطة الآسيان استطاعوا أن يواجهوا كافة التحديات واعتمدوا على رؤى وأراء مفكريهم، لافتًا إلى أن العبقرية الكامنة في هذه الرابطة تتمثل في الاعتراف بالأخطاء والتعلم من الدروس المستفادة منها لتجنب تكرارها.
وقال الوزير إن رابطة الآسيان قد أصبحت اليوم على أتم استعداد لتخطي أي أزمة عالمية رغم الانتقادات التي وُجهت لها من عدد من شركاءها البارزين الأمر الذي يعزز من موقفهم في ظل ايمانهم الراسخ بأن النمو الاقتصادى لدول الرابطة هو السبيل الوحيد لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة، مؤكدًا على أهمية استفادة الدول الافريقية من خبرات رابطة الآسيان الاقتصادية في دفع منظومة التنمية بدول القارة وتعزيز دور الحكومات في دفع استراتيجيات ورؤى التنمية لتحقيق مستقبل اقتصادي أفضل لدول القارة خلال السنوات القادمة.
ولفت قابيل إلى أن نموذج رابطة الآسيان يعتمد على محورين أساسيين هما التعليم وتنمية الصادرات، مشيرًا في هذا الصدد إلى إيمان مصر الكامل بأهمية التعليم الجيد كأحد دعائم التنمية والتقدم وحرصها علي الاستفادة من دعم وخبرات رابطة الآسيان خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الحكومية المساعدة على تحقيق خطط التنمية المستدامة.