"حمد بن جاسم" ساوم "مبارك" علي وقف مهاجمة الجزيرة لمصر مقابل تغيير موقفه من المفاوضات الفلسطينية لصالح "تل أبيب".. ودعم " السبيعي" لتمويل مدبر هجمات ١١ سبتمبر

كتب : سها صلاح

يعد حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق، من أركان نظام آل حمد، وأحد أقطاب بث الفوضى في المنطقة، فخروجه الرسمي من السلطة في العام 2013، لا يعني توقفه عن لعب الكثير من الأدوار في أروقة النظام القطري، فالرجل بحسب موقع "أخبار الخليج"، لا يزال ضالعا في الكثير من ملفات دعم الإرهاب والتحريض على الدول العربية، فعلى عكس ما يعتقد البعض لم يتقاعد الرجل الأخطر في الدوحة بعد.

"أخبار الخليج" قال في أحدث تقاريره إن بن جاسم لم يعتزل واستعرض التقرير أدوار الرجل القوى في الدوحة وتاريخه في التآمر على العرب، خاصة أنه لا يزال يشغل العديد من المناصب في شركات مملوكة للأسرة القطرية الحاكمة، فضلا عن عضويته في مجلس الدفاع الأعلى.

وأطل بن جاسم في أبريل 2016 بوجهه خلال مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أثارت غضب دول الخليج بسبب إغداق الثناء على إيران، قائلا: "يجب أن أعترف بشيء واحد: هم - أي الإيرانيون- أكثر ذكاء منا وأكثر صرامة منا وأفضل مفاوضين"، في إطار علاقة تعاون وتوافق واضح بين الدوحة وطهران.

وأثناء حديثه في برنامج تشارلي روز في وقت سابق من هذا الصيف، اعترف بإرسال مقاتلين أجانب إلى سوريا، مضيفاً: "بمرور الوقت اكتشفنا أن بعض المجموعات لديها أجندات أخرى"، في إشارة صريحة إلى تورط قطر في عمليات تمويل الجماعات الإرهابية ما أسفر عن مقتل الآلاف من الشعب السوري.

وغالباً ما كانت مسيرة الشيخ حمد بن جاسم مثيرة للجدل، فحسب التسريبات الأخيرة لقناة "العربية"، تحدث بن جاسم مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عام 2003 في اتصال هاتفي معرباً عن رغبته في التخلص من النظام السعودي، وأشار بوضوح إلى أن "المنطقة ستواجه بركاناً، وستواجه السعودية ثورة"، وأنه سيتم تقسيمها إلى عدة دويلات صغيرة خلال 12 سنة المقبلة.

كما ذكرت صحيفة ديلى تليجراف أن بن جاسم وفر الحماية لمسؤول بنكي كبير يدعى خليفة تركي السبيعي، اتهم بتمويل الإرهابي خالد شيخ محمد، عضو تنظيم القاعدة، والمتهم بتدبير هجمات 11 سبتمبر 2001، ووفقا لبرقية سربتها ويكيليكس في ديسمبر 2010، قدم بن جاسم اقتراحاً إلى الرئيس المصري السابق حسني مبارك، يعرض وقف تغطية "الجزيرة" السلبية لمصر لمدة عام كامل، إذا وافق مبارك على تغيير موقفه من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لصالح تل أبيب.

وشدد "أخبار الخليج" على أن القضية الأكثر إثارة للجدل هي علاقة بن جاسم بفواز العطية، المتحدث السابق باسم الحكومة القطرية، حيث عمل العطية وحمد معاً بشكل وثيق في التسعينات وتجمع بينهما صلة قرابة؛ قبل أن تنفجر الأمور بينهما، إذ قال العطية إن بن جاسم حاول إرغامه على بيع 20 ألف متر مربع من الأراضي الخاصة في غرب الدوحة مقابل مبلغ من المال، الأمر الذي رفضه العطية.

وتعرض العطية لـ "المضايقات والتهديدات والمراقبة" ثم وضع في السجن، حيث تعرض للتعذيب لمدة 15 شهراً، بناءً على أوامر من بن جاسم، وذلك وفقاً لتقرير في صحيفة الجارديان، وتم رفع دعاوى قضائية ضد بن جاسم في لندن، لأن العطية مواطن بريطاني، ولكنها حُجبت بسبب المنصب الدبلوماسي الذي يتمتع به بن جاسم، بعدما اخترع لنفسه منصب وزير ــ مستشار في السفارة القطرية بلندن.

وعلى الرغم من أن حمد بن جاسم أصبح الآن محصناً من الاضطهاد بموجب اتفاقية فيينا لعام 1961، إلا أنه يحظر عليه، بصفته دبلوماسياً، أن يعقد صفقات تجارية ويحقق أرباحاً أثناء تواجده في منصبه، وهو ما قام به يومياً أثناء وجوده في لندن منذ عام 2013.

ووصف الكاتب الكويتي فؤاد هاشم في مقابلة مع صحيفة "أخبار الخليج"، بن جاسم بأنه "مريض نفسي وعدواني، ويعبد المال"، ورداً على سؤاله عن الدور السلبي الذي لعبه جاسم في أزمة الخليج الحالية، قال هاشم: "سلبي؟! وهو السلبية نفسها، هو أكبر متآمر.

إذا كان هناك تعريف واحد للتآمر والخديعة، فهو حمد بن جاسم، وهو يسيطر حالياً على ربع الحكومة القطرية، بما في ذلك المناصب السيادية مثل الدفاع والشؤون الخارجية ".

وتابع: "أتوقع أن يسقط النظام في قطر خلال الأشهر الأربعة المقبلة وأن المكان الوحيد لحمد بن جاسم هو أمام المحكمة كمجرم حرب مثل صدام حسين".

وعلى الرغم من علاقاته السياسية المتشعبة، فضل بدلاً من ذلك التركيز على إمبراطوريته التجارية الواسعة التي تضم سلسلة من الفنادق في لندن، و3% من أسهم بنك دويتشه، و80% من شركة "هيريتيدج" للنفط في لندن، وفقاً لما ذكرته مجلة فوربس، كما يمتلك يختاً فاخراً يبلغ طوله 133 متراً يسمى "المرقاب" بقيمة تقدر بحوالي 300 مليون دولار، وحصة في "هايد بارت"، وهي مجمع سكني رئيسي في لندن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الدولار اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024.. اعرف بكام؟