شهدت مدينة حماة عام 1982 معركة عسكرية بين الجيش السوري وجماعة الإخوان المسلمين، أفضت نتيجتها بالقضاء على عناصرالجماعة، والزج بمن تبقى في السجن،وطويت صفحة الإخوان حينها في سوريا إلى أن اندلعت ثورات الربيع العربي عام 2011 وتسلح الإخوان مرة أخرى في محاولة للانتقام والاستيلاء على الحكم، ليخيب أملهم مرة أخرى ويفشلوا في تحقيق حلمهم، على الرغم من الدعم اللامحدود الذي تلقته الجماعة من تركيا وقطر.
ومع مبادرة امريكا لتقليص دور الإخوان في الدول العربية، والمطالبة بمحاكمة المتورطين منهم في عمليات إرهابية و تسليمهم للبلاد المطلوبين فيها بعد أن فر أكثرهم إلي تركيا و قطر و بعض منهم إلي سوريا للالتحاق بالجماعات الإرهابية المسلحة، أصبح هناك رعباً داخل المحظورة من تلك "الكماشة" التي أطبقت عليهم.
- حركة "أحرار الشام الإسلامية"
تأسست الحركة أواخر عام 2011، بإتحاد مجموعة كتائب متحالفة في محافظات حماة وإدلب وحلب، وأصبحت في غضون عام أحد أبرز الفصائل المقاتلة على الساحة السورية.
في سبتمبر2014 قتل معظم قادة الصف الأول من الحركة، في عملية اغتيال مازالت غامضة حتى اليوم، لكنها حافظت على قوتها في الساحة السورية على المستويات العسكرية والسياسية، وتتلقى دعمًا عسكريًا وماليًا من قطر.
ويسيطر على الحركة التيار الإخواني في سوريا، ويتسلم قادة الإخوان المعتقلين السابقين في السجون السورية، المناصب العليا في الحركة.
قائد الحركة التابع لجماعة الإخوان في سوريا، هو المهندس "علي العمر" أو "أبو عمار التفتنازي" الذي تنقل بين اليمن والعراق ومعاركها وصولًا إلى سوريا.
تمكنت جبهة النصرة بعد معارك معها الشهر الماضي، من طردها من مدينة إدلب التي كانت تتخذ منها مركزا للتخطيط لعملياتها.
وكشفت الحركة في وقت سابق عن عدد مقاتليها وأماكن توزعهم وذلك في رسم بياني، و وذكرت الحركة أنها تضم 50 لواء و400 كتيبة، ويصل عدد المقاتلين المنضمين إلى صفوفها إلى 25 ألف مقاتل، موزعين على 10 مناطق مختلفة.
وتعتبر مناطق الساحل وريف حلب ودرعا، وجبهة بلدة "الفوعة" الواقعة بريف إدلب الشمالي، بالإضافة إلى حماة وحمص، مناطق ثقل للحركة، كما للحركة تواجد بسيط في "الغوطة الشرقية" قرب دمشق.
-فيلق الشام
والذي تم تأسيسه في 9 مارس 2014 باتحاد مجموعة عسكرية من قوى المعارضة السورية، ويضم 19 لواءاً من الألوية العاملة في مدن حلب وإدلب وحمص وحماة إضافة إلى ريف دمشق.
ويعتبر "فيلق الشام" الذراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وبالرغم من ادعاء الفصيل تبعيته للجيش الحر إلا أن عدة قيادات إخوانية تبنت "الشام" واعترفت بدعمه بالسلاح والمال.
ويرأس الفيلق "منذر سراس" ويقدر عدد مقاتليه ب4 آلاف مقاتل، ويخوض الفيلق معارك عدة مع فصائل معارضة أخرى إضافة لقتاله مع الجيش السوري، إلا أن الهدن الأخيرة أوقفت معظم تلك المعارك، وجعلته يعيد ترتيب صفوفه بعدة تغييرات في بيته الداخلي.
-هيئة حماية المدنيين
وهي من ضمن التحالفات العسكرية الأولى في الحرب السورية والتي طمحت إلى انتشار واسع، وإن كان وجودها تركز في حمص والشمال, وتأسست في 15 ديسمبر 2011 بحضور قيادات جماعة الإخوان.
وظهر اسم المؤسس د "هيثم رحمة" كمنسق عام للهيئة، وقالت الهيئة بأنها تتبنى أهدافاً ومهمات إغاثية ومدنية إضافة للمشروع العسكري القائم على ضباط منشقين والطامح لمنع فوضى السلاح والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، على حد قولها.
وأكدت كونها جزءاً من الجيش الحر، مع نفي الهيئة والإخوان المشترك لوجود علاقة تنظيمية أو تمثيلية بينهما، في حين خرجت شخصيات معارضة أثبتت وقتها دعم الإخوان للهيئة وتبنيها كهيئة تابعة لها.
-هيئة دروع الثورة
تأسست الهيئة في 21 ديسمبر 2012، برئاسة العميد أركان "أحمد سامي حمزة"،وبحضور المراقب العام للإخوان السابق "أحمد رياض الشقفة"ونائبه "فاروق طيفور" الذي صرح وقتها إن الهيئة ذراع مسلح للجماعة.
الشقفة استدرك هذه الهفوة بتصريح ينفي فيه تبعية الهيئة للجماعة، وكونها هيئة مستقلة عن الجماعة ولكن الكثير من قادة كتائبها ينتمون إلى مدرسة الإخوان ومشروعهم، الانتماء الذي أكدت عليه بيانات الهيئة نفسها التي ترى في مدرسة الإخوان المسلمين أنها أفضل مدرسة فكرية يمكن أن تنهض بسوريا وتحافظ على فسيفسائها وتنوعها.
ويرى عدد من المراقبون أن "الإخوان المسلمون" ضعفت وتآكلت مع طول لبثها في المنافي وتقديمها مبادرات عدة للتفاوض مع "دمشق" أو إعادة العلاقات معها وباءت جميعها بالفشل، كما أنها لم تسطع طوال فترتها في المنفى بناء قاعدة شعبية موجّهة لرأي الجماعة أو موجّهة به ضمن المجتمع السوري، عدا عن الخلافات الداخلية التي أحالت الإخوان إلى عدة جماعات مناطقية محدودة العدد وغير متجددة الدماء عبر سنين طويلة.
مصير الإخوان في سوريا
يتحاول الجماعة الحفاظ علي أهميتها في الداخل السوري من خلال تبرؤهم من إبراهيم منير النائب الأول لجماعة الإخوان، وذلك على خلفية حضوره لمؤتمر ترعاه إيران في بريطانيا بزعم التقرب بين السنة والشيعة، يحمل توقيع رئيس مجلس شورى إخوان سوريا.
كما تحاول الجماعة المحظورة استقطاب أعضاء جدد من خلال تغيير الخطاب الديني المتشدد حيث يطالب القادة بعودة الأعضاء إلي ديارهم في سوريا لحشد أكبر عدد من الجماعة في مواجهة التهميش الدولي لها.
كما يُطلب من الأعضاء أيضاً توفير المال والسلع الضرورية، كالغذاء والحليب، لسكان هذه المدن.
كما أجرى التنظيم اتصالات مع العديد من الأعضاء السابقين في جماعة الإخوان المسلمين السورية الذين يقدر عددهم بنحو 30 ألف عضو ممن عادوا إلى سورية في تسعينيات القرن الماضي، بعد هدنة اقترحتها سوريا حينها في مقابل العودة الآمنة لكل من يريد التخلي عن عضويته في جماعة الإخوان.
وقد انضم بعض هؤلاء الأفراد إلى الجماعة مجدداً، ويقول أحد الأعضاء البارزين في جماعة الإخوان: "كافحت جماعة الإخوان المسلمين على مدى ثلاثين عاماً من أجل البقاء، والآن هي تتوسع"