اعلان

الزيادة السكانية نعمة أم نقمة.. خبراء: لا تشكل خطرا ويجب تسخيرها لتنمية مصر.. وآخرون: تنظيم الأسرة هو الحل

كتب : عبده عطا

على الرغم من الانفجار السكاني الذي شهدته مصر خلال السنوات السابقة؛ إلا أن الحكومة تقول بأن الخطر الذي تواجهه الآن هو الزيادة السكانية، وتعتبره أنه سلاح ذو حدين، فالزيادة تؤثر بشكل كبير على النمو الاقتصادي وتآكل الأراضي الزراعية.

دقت الساعة السكانية في مايو الماضي، بأن عدد السكان في مصر 93 مليون نسمة، بينما اليوم في شهر أغسطس تسجل 93.5 مليون نسمة، ففي أقل من ثلاثة شهور بلغت الزيادة 500 ألف نسمة، وذلك بمعدل 4 أفراد في الدقيقة.

وتعتبر المشكلة السكانية هي عدم التوازن بين عدد السكان والخدمات التي توفرها الدولة للمواطنين، وتشمل التعليم والصحة وتوافر فرص العمل، حيث لا ينظر إلى الزيادة كمشكلة، ولكن ينظر إليها على أنها غير متوازنة مع الوضع الحالي والأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، فهناك دول كثيرة بها كثافة سكانية كبيرة مثل الصين يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف، لكنها لا تعاني من المشكلة السكانية لتشجيعهم الأيدي العاملة.

وعلي الرغم من أن الوجه قبلي "الصعيد" من أشد المحافظات فقرًا وأعلاها في البطالة، إلا أنها الأعلى في الزيادة السكانية وفق البيان الذي أصدره جهاز التعبئة والإحصاء في هذا الشهر.

وتقول الدكتورة شادية قناوي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن الزيادة موجودة في أي مجتمع، لكن مصر تعاني من الفساد المقنع، المتمثل في رجال الأعمال الذين لا يستثمرون في الدولة بشكل فعال، وبالتالي ارتفاع البطالة التي تعد سببا من أسباب الزيادة السكانية.

وأوضحت قناوي، أن السكان ثروة قومية إذا تم استغلالها وإعادة تأهيلهم وتوفير فرص العمل بشكل جيد، موضحة أنهم مستقبلًا سيكونون الدرع الواقية للوطن، مفسرة بأن الكثير من الدول تستمد قوتها من زيادة عدد السكان مثل الصين، فالصين بها أكثر من مليار ونصف نسمة، ومع ذلك يعيشون حالة من الرخاء وهم يتباهون بهذه الزيادة ومع ذلك الاقتصاد الصيني يصنف أنه من أقوى الاقتصاد عالميا.

وأردفت: "لست متخوفة من الزيادة السكانية، ولا أعتبر أنها تمثل خطرا على مصر، كما يقول البعض، وأعتقد أن المجتمع إذا تحققت فيه العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص فإن الزيادة لا تشكل عبئا، أما إذا استمرت فكل شىء في الدولة يعتبر خطرا".

واستطردت قناوي، "الصعيد من أشد المحافظات فقرا ومع ذلك الأكثر من حيث عدد المواليد، موضحة أن الأطفال عند الصعايدة عزوة، فهم يعتمدون علي أولادهم عندما يكبرون في السن في تلبية احتياجتهم، الأطفال "هم مصدر رزقهم".

وفي سياق متصل طالب الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع، الدولة بأن تتبني سياسة الطفل الواحد أو الاثنين على الأكثر لكي تنتشل المجتمع من الخطر التي يهدده في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، مشددًا على ضرورة وضع استراتيجية تتمثل في الشباب الذي يقوم بالحملات التطوعية من أجل إقناع المجتمع بأن الزيادة السكانية خطر وأن التنظيم التطوعي هو الحل لهذه الأمة.

وأرجع "أبو الحسن"، الزيادة السكانية في الصعيد إلى انتشار الأمية بشكل كبير، وعدم وصول حملات التوعية إليهم، مؤكدًا أن بعض الاعتقادات الموروثة في الصعيد أن كثرة الأولاد عزوة، وحب التباهي أيضا بخلفة الذكور.

بدوره، قال الدكتور عماد مراد خبير التنمية البشرية، إن الزيادة السكانية لا تشكل خطرا بل هي نعمة، ولا يمكن اعتبارها نقمة، ولكننا في أحوج ما يكون لاستغلالها الاستغلال الأمثل، وتوفير سبل المعيشة الكريمة لها حتى نسخرها في تنمية مصر.

تابع مراد، "الهند والصين أكبر مثال، بعدما فاق عدد سكانهما المليار نسمة، ولا توجد أدنى مشكلة لديهم في عدد السكان، إضافة إلى اليابان التي بات عدد سكانها أقرب ما يكون لنا"، ولكنه طالب بأهمية تنظيم الأسرة، وخاصة في المناطق الهشة الفقيرة، لأن الأسر الغنية محافظة على تنظيم الأسرة بطبيعة حالها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً