أكد مرصد الأزهر للغات الأجنبية، أن حركة الشباب الصومالية حركة متطرّفة تدعي نسبتها للإسلام، وتقوم بممارسات إجرامية باسم الجهاد لذا فقد اتخذ عناصرها لنفسهم اسم "الشباب المجاهدين" الأمر الذي جعل البعض يعتقد - جهلًا أو عمدًا- أن هذه الجرائم هي عين الجهاد.
وقال المرصد فى تقرير له عن الحركة، إن هذه الحركة ولدت من رحم تنظيم القاعدة وأخذت في النمو شيئًا فشيئًا حتى صارت المارد الذي يهدّد أمن شرق إفريقيا ودولتي الصومال وكينيا على وجه الخصوص، وفي ظل انشغال العالم بتنظيم داعش مصدر الإرهاب الأكبر والخطر الداهم الذي هدّد كثيرًا من أنحاء المعمورة كانت حركة الشباب تتخفى في ظلمات إفريقيا تقتل بدعوى القصاص، وتعذّب بزعم إقامة الحدود، وتنشر الفوضى خلف ستار المحاكم الشرعية التي مهّدت لظهور هذا الوحش الذي لطالما نال من أمن الأبرياء وحياتهم واستقرار المجتمعات ومستقبل الأوطان.
وتابع: ومنذ إنشائه قبل عامين دأب مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف على متابعة هذه الحركة وما تقوم به من نشاط إجرامي مثّل خطرًا لا يقلّ عن خطر داعش أو إرهاب القاعدة، وكم من تقرير ومتابعة وبيان أصدره المرصد في سبيل التوعية بحقيقة هذه الحركة والرد على مزاعمها بهدف تحصين عقول الشباب ضد هذا الفكر الخبيث الذي لا يمتُّ للإسلام بصلة.
وتابع المرصد الأنباءَ التي تحدّثت عن اندلاع معارك عنيفة بين مسلحي الحركة ومسلحين تابعين لقيادي سابق في الحركة، وهو مختار روبو أبو منصور المنشق عن الحركة منذ عام 2013، وتأتي هذه المعارك بعد إعلان الولايات المتحدة شهر يونيو الماضي عن شطب أبو منصور من لائحة الإرهاب، كما أشارت مصادر مطلعة إلى وجود مفاوضات سرية بينه وبين الحكومة الصومالية.
كان أبو منصور قد شغل عدة مناصب في حركة الشباب، من بينها النائب الاول لأمير الحركة، كما تولى منصب المتحدث الرسمي باسم الحركة. ويذكر أن الولايات المتحدة أعلنت عام 2012 تقديم مبلغ مالي قدره 5 ملايين دولار أمريكي كمكافأة لكل من يدلي بمعلومات تساعد في اعتقال أوقتل أبو منصور.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف أن إقدام الحركة على الانتقام من المنشقين عنها سواء من القادة أو العناصر أمر تحاول الحركة من خلاله الدفاع عن هيبتها أمام مقاتليها، وإثبات أنها على الحق، وأن من ينشق عنها ضال يستحق العقاب؛ مما يجعل فكرة الانشقاق عن الحركة غير واردة في أذهان المقاتلين خوفًا من العقاب الذي تتوعّد به الحركة المنشقين عنها.
وأكد المرصد أن هذه الحركة شأنها شأن غيرها من الجماعات المتطرّفة لا تعمل وفق مبادئ، وإنما هوى تتبعه، فمن وافق هواه هواها وجنح إلى تحقيق رغباتها وإنفاذ فكرها صار منها ومن خالف فكره فكرها وسار عكس تيارها السابح في بحر من دماء الأبرياء كفرته وحكمت عليه بالإعدام، وهو ما يثبت مدى فساد عقيدة تلك الجماعات وضلالها.