فرحة مريم.. تساؤلات ورسائل!!

أصبحت بتفوقها حديث المجتمع المصرى، بل استطاعت أن تهز عرش شبكات التواصل الاجتماعى فى مصر والعالم، وتردد صداها فى الإعلام العربى والعالمى، وباتت بمثابة أيقونة ورمز للتحدى والإرادة والنجاح، ودرسًا تطبيقيًا لكل المتاجرين بالفقر والفقراء، إنها الطالبة الأولى على الثانوية العامة مريم سعيد فتح الباب "ابنة حارس العمارة البواب"، الذى أحسن تربيتها ووفر لها مناخًا صحيًا، وضعها فى المركز الأول على الثانوية لهذا العام، وأجلسها الرئيس بين كبار رجال الدولة وصفوة المجتمع على يمينه فى المؤتمر الوطنى الرابع لشباب مصر بالإسكندرية.

لكن كعادتنا وعادة إعلاميينا نتاجر بهم، ونزايد بتفوقهم، ونصنع بهم وبنجاحاتهم فرقعة إعلامية، والكل حابب يطلع فى الصورة، من أجل المنفعة الخاصة، فمريم تمثلنا وتمثل الطبقة الفقيرة من المجتمع، فهى واحدة من فتيات مصر العظيمات، تحدت ظروفها، فتفوقت وسبقت مثيلاتها من أبناء الكبار، وجلست على يمين الرئيس أمام تليفزيونات العالم، والكل كان يتسابق لتكريمها، والحقيقة بعدما شاهدت المشهد من مقاعد المتفرجين، صارع عقلى ودار فى خاطرى عدة تساؤلات أبحث معكم عن إجابة لها:

• ألم يئن للمجتمع تجاوز هذه النظرة الدونية لهؤلاء؟

• ألم يحن الوقت للكف عن مزايدة البعض والمتاجرة والمضى دومًا فى استثمار هموم ونجاحات الفقراء بهذا الشكل الفج، لتحقيق مكاسب شخصية، والظهور فى اللقطة المضيئة؟

• ألم تأذن الأقدار بعد للفئة الفقيرة من المجتمع أن تأخذ كامل حقوقها بتفوق أبنائها بعد ثورتين نادتا بالعدالة الاجتماعية؟

... ولدى أيضاً عدة رسائل لمريم ابنة فتح الباب:

• مريم ابنة فتح الباب أنت نموذج مشرف وقدوة أتمنى فى يوم ما أن أرى ابنى مثلك.

• مريم ابنة فتح الباب أنت سبب لسعادة الجميع بتفوقك ونجاحك وإصرارك، لتكونى من الأوائل.

• مريم ابنة فتح الباب أنت قدوة للكبار قبل الصغار فى إصرارك وفخرك بأبيك وأسرتك.

• مريم ابنة فتح الباب أنت ومضة مضيئة فى النفق المظلم الذى عايشناه وما زلنا نعيشه.

• مريم ابنة فتح الباب أنت ابنة لكل المصريين وأشرفنا جميعًا، وأبوك الذى أحسن تربيتك ورعاك حتى أصبحت حديث العالم، يستحق أن يكون أشرف الرّجال.

وفى النهاية لى مطلب وحيد منك أنت سيادة الرئيس، أفعلها سيدى الرئيس، أفعلها من أجل هؤلاء، قم فورًا بإلغاء هذا الشرط اللعين، شرط الوجاهة واللياقة الاجتماعية للقبول فى وظائف الهيئات الدبلوماسية والقضاء والنيابة العامة، حتى لا يكون سببًا فى القضاء على حلم المتفوقين والمتفوقات من أبناء الطبقة الفقيرة فى المجتمع، أما أنتم أيها المزيفون فكفاكم متاجرة.. واتركوا البنت تفرح بنجاحها بعيدًا عن فرحتكم أنتم بتحقيق مصالح شخصية وقحة.. فللفرحة أصول وبالأصول تحيا الأمم على طول.

[email protected]

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً