في أعقاب إصدار كوريا الشمالية تهديدا باستهدافها بالصواريخ، تصدرت جوام، الجزيرة الأميركية الواقعة في غرب المحيط الهادئ، عناوين الأخبار هذا الأسبوع.
وتكتسب الجزيرة، التابعة للولايات المتحدة والبعيدة عن أراضيها الرئيسية جغرافيا، أهمية عسكرية كبيرة رغم أن مساحتها تزيد ثلاث مرات فقط عن مساحة العاصمة واشنطن.
وتخضع هذه المستعمرة الإسبانية السابقة لسيطرة الولايات المتحدة منذ عام 1898 بعد تنازل إسبانيا عنها عقب انتهاء الحرب الأميركية- الإسبانية.
ويسكن في غوام حوالي 162 ألف شخص يشكل السكان الأصليون 37 في المئة منهم، ويتحدثون عدة لغات على رأسها الإنكليزية والفلبينية وتشامورو (لغة السكان الأصليين).
أهمية عسكرية
اكتسبت غوام أهمية كبيرة في المحيط الهادئ خلال حرب فيتنام، إذ كانت قاعدة للمقاتلات من طراز B-52 التي نفذت مهمات في جنوب شرق آسيا، فضلا عن استخدامها كنقطة عبور لإجلاء اللاجئين الفيتناميين.
وتحتضن غوام قاعدة أندرسن الجوية التي بنيت عام 1944 عندما كانت الولايات المتحدة تستعد لإرسال قاذفات إلى اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
وتضم القاعدة سربا لمروحيات تابعة للبحرية وقاذفات للقوات الجوية، فضلا عن مدرجين ومخزن كبير للوقود والذخائر.
وتحتضن الجزيرة أيضا قاعدة غوام البحرية التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1898.
وتضم القاعدة ميناء لأربع غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية وسفينتين لدعم الغواصات وتزويدها بالإمدادات.
وتضم غوام أيضا درعا متطورة مضادة للصواريخ، هي منظومة ثاد القادرة على تدمير الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والصواريخ في مرحلة تحليقها النهائية.
وينتشر في الجزيرة سبعة آلاف عسكري معظمهم من البحارة والطيارين، فيما يعتزم الجيش الأميركي نقل الآلاف من عناصره المنتشرين في أوكيناوا جنوبي اليابان إلى غوام.
للسياحة أهمية أيضا
وتعتمد الجزيرة اقتصاديا بشكل رئيسي على حضور الجيش والإنفاق العسكري الأميركي، لكن للسياحة دورا مهما أيضا في اقتصادها إذ تؤمن ثلث فرص العمل فيها.
واجتذبت شواطئها ومجمعاتها الفندقية ومتاجرها أكثر من 1.5 مليون زائر في 2016 معظمهم من اليابانيين والكوريين الجنوبيين.