طيارون اليمن بلا طائرات.. الحرب أفقدتهم عملهم.. أحدهم يبيع "القات".. والآخر هرب إلي مصر ويتمني الموت.. ميليشات الحوثي دمرت دمرت أنظمة الدفاع الجوي

كتب : سها صلاح

يذكر مقبل الكوماني آخر طلعة جوية، نفذها بطائرته السوخوي 22 الروسية، فمنذ عامين ونصف، يفتقد الطيار الحربي كرسيه داخل الطائرة التي كان يجول ويصول بها في الأجواء اليمنية.

أصبح الكوماني في يقين تام بأن مستقبله وأحلامه التي لطالما رسمها في مخيلته، قد انتهت، فهو اليوم يقعد القرفصاء في حانوت صغير يحاول أن يكسب قوته في بيع أوراق القات" هي نبتة تشبه العلكة يتم مضغها تمد الشخص بالتركيز".

لكن الطيار الحربي الذي تخرج من كلية الطيران والدفاع الجوي في عام 2002، بدأ العمل ببيعها، في سوق شعبي بمنطقة سعوان، شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

خسر عمله الجديد

في أول يوم من عمله في بيع القات، فشل الطيار الحربي في ترويج بضاعته الجديدة، وقال إنه خسر رأس ماله الذي استدانه من صديقه، والبالغ 30 ألف ريال يمني "80 دولاراً أميركياً"

وأضاف إنه منذ آخر مرة غادر فيها عمله كطيار حربي، "كنت أرى الغارات الجوية للتحالف في الساعات الأولى من انطلاق العمليات العسكرية، وهي تدمر القواعد الجوية، شعرت بغصة ألم، وقلت حينها أنني لن أكون طياراً بعد اليوم".

وتابع "يشهد الله خلال هذه الـ 3 سنوات تقريباً، أنني لم أذق طعم النوم ليلاً إلا بحدود عشرة أيام، وكانت تدويناتي على صفحتي بموقع فيسبوك، كلها تتحدث عن الطيران والتحليق، أصبحت كالمجنون".

وحول الطريقة التي يقضي بها حياته، يقول الطيار الحربي، إنه لازم منزله في العاصمة صنعاء، وبين مسقط رأسه في كومان بمحافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء، لكن مع انقطاع راتبه منذ عام، أصبحت حياته ضيقة.

وأشار إلى أن آخر مرة قاد فيها مقاتلته السوخوي 22 في شهر أغسطس 2014، ومع اندلاع الحرب وتأزم الوضع في اليمن قرر أن يعود إلى منزله، على ألا يشارك في حرب عبثية.

طيارون بلا طائرات

مطلع يوليو2017، ظهر رئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي"، وهو مجلس مشكل مناصفة بين جماعة الحوثيين وقوات صالح، صالح الصماد في محافظة الحديدة، على ساحل البحر الأحمر، وهو يكرم عدداً من الطيارين الحربيين الذين تخرجوا من دائرة الدفاع الجوي.

لكن للمفارقة أنه لم يعد لدى طرفي الحرب في اليمن أي مقاتلات حربية أو قواعد جوية، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي، بعد أن دُمرت في الساعات الأولى لعمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، التي تدخلت لاستعادة الحكومة الشرعية في اليمن، يوم 26 مارس 2015.

وكان الطيار الحربي طلال الشاوش، قد غادر اليمن إلى العاصمة المصرية القاهرة، وقال "بالنسبة للواقع الذي أشاهده اليوم أعتقد أصبح مستحيلاً السماح لنا بامتلاك طائرات مقاتلة أو الطيران على أقل تقدير عشر سنوات"،وبنبرة أسى كان يمني نفسه، ويقول "كنت أتمنى الموت وأن أحلّق كبطل، لا أن أموت كرجل عادي".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً