أربعة أعوام مرت على فض قوات الأمن بالتنسيق مع القوات المسلحة، اعتصامي "رابعة العدوية والنهضة"، كشفت هذه الفترة خبايا مؤامرة الجماعة على مصر، والتي بدأت منذ تولي الرئيس المعزول محمد مرسي، مقاليد الحكم.
أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، كشف خلال حواره لـ"أهل مصر"، كيف خططت الجماعة لاستهداف مصر من خلال الجماعات المسلحة، وتعاونها مع قطر وتركيا، وإلى نص الحوار..
بصفتك كنت مقربًا من مكتب الإرشاد.. ما هي شهادتك عن الجماعة قبل وأثناء وبعد 30 يونيو؟
الجماعة فقدت سيطرتها على الشارع قبل 30 يونيو، ولكن الأمر تغير تمامًا بعد ثورة يونيو، حيث تحولت الجماعة من العمل السياسي إلى مجموعة من التنظيمات المُسلحة، والتي تدار بمعرفة المخابرات التركية، ولهذا لن تعود الجماعة للشارع مرة أخرى كما كانت من قبل.
كيف تعامل مكتب الإرشاد مع دعوات التظاهر لثورة 30 يونيو.. وهل كان لديهم بدائل للمواجهة؟
قبل ثورة 30 يونيو، حذرت المخابرات التركية، خيرت الشاطر، بأن هناك ثورة شعبية ستجتاح مصر، ولهذا سافر "الشاطر" وقتها إلى قطر، وتقابل مع رئيس وزراء قطر، حمد بن جاسم، في حضور عزام سلطان التميم، أحد قيادات التنظيم الدولي، ورجل قطر في التنظيم، ومسؤول الإخوان في تركيا، وتم مناقشة كافة الاحتمالات ووضع بدائل للمواجهة، ومنها القبض على عدد من قيادات الداخلية، ضرب كتائب "عز الدين القسام" لشمال سيناء واحتلالها، وهو ما اعترضت عليه الإدارة الأمريكية خوفًا على مصالح إسرائيل.
إلى أي مدى تدخل "الشاطر" في شئون حكم مصر خلال عهد محمد مرسي؟
"خيرت الشاطر" كان يدير قصر الاتحادية (الرئاسة)، لقد زارت آن باترسون، السفيرة الأمريكية، مكتب "الشاطر"، والتقت به عدة مرات، لهذه الدرجة كان "الشاطر" يحكم مصر و"مرسي" كان مثل "كينج لير" الملك العجوز.
هل كان هناك سيناريوهات مجهزة ترتبط بفكرة المواجهة؟
نعم، أبرزهم سيناريو الجيش الإسلامي الحر، الذي حصل "الشاطر" على موافقة أمريكية بتأسيسه ليكون بديلًا عن القوات المسلحة، التي خطط "الشاطر" للتخلص منها بهذا المشروع.
هل اخترقت الجماعة القضاء والإعلام خلال فترة حكم المعزول؟
"صلاح عبدالمقصود" أخون "ماسبيرو" بالفعل، وهناك قطاعات بها أعداد كبيرة تابعة لجماعة الإخوان، ومنها قطاعات المتخصصة، والهندسة الإذاعية، والتليفزيون.
أما القضاء المصري، كان منتبه لما يُحاك ضده أثناء فترة حكم المعزول.
هل وضعت الجماعة خطة بديلة حال فض اعتصام رابعة؟
نعم، وتمثلت الخطط البديلة في استهداف مصر من الخارج، من خلال غرفة عمليات القاهرة في إسطنبول التي يديرها القيادي الإخواني، أيمن عبدالغني، زوج ابنة خيرت الشاطر، بالإضافة إلى وحدة إدارة العمليات المسلحة، والتي يديرها القيادي علاء علي علي السماحي، من تركيا.
بالإضافة إلى مجموعة الفضائيات، بميزانيات مفتوحة (الشرق - مكملين)، بجانب "الجزيرة" لاستهداف مصر، وبث حالة من الإحباط من خلال نشر ما يعرف بالمعلومات السوداء.
هل هناك تنسيق بين الإخوان والتنظيمات التكفيرية؟
التنسيق بدأ بعد ثورات الربيع العربي، قبل أن يقرر التنظيم الدولي أن يختار من بين قيادات مكتب الإرشاد مرشح رئاسي، وقتها تواصل قيادات التنظيمات التكفيرية مباشرًة مع إبراهيم منير، الذي اجتمع بمجلس شورى التنظيم، بحضور راشد الغنوشي، ومسؤول العدالة والتنمية التركي، ومسؤول الحركة الدستورية الإصلاحية في الكويت، ووقتها تقرر توحيد الجبهات المختلفة سواء جماعة الإخوان أو قيادات السلفية الجهادية وتنظيم "داعش"، في مرحلة لاحقة أو جبهة النصرة، و"فجر ليبيا" الجناح العسكري للإخوان في ليبيا، أو أنصار الشريعة.
كما كان هناك ترتيبات للم شمل الإمارات التكفيرية المسلحة على مستوى الشرق الأوسط وآسيا، بدليل أن "مرسي" أدخل 300 عنصر من عناصر تنظيم "القاعدة" ممن تم الحكم عليهم بالإعدام من مطار القاهرة.