نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" تقريرًا نقلًا عن مسؤولين بقطاع الصحة أن الصين شهدت زيادة حادة في حالات الإصابة بسرطان الرئة خلال السنوات العشر أو الخمسة عشر الماضية.
وأفادت الصحيفة، بأن التدخين ليس المسؤول عن هذه الزيادة، إذ إن خبراء من أكاديمية العلوم الطبية الصينية قالوا إن حالات الإصابة بسرطان الرئة، تزداد بمعدل سريع بين مجموعات لا تعد عرضة للمرض تشمل نساء وغير مدخنين.
ويقدر أن 300 مليون من الصينيين مدخنون، ولكن الصحيفة ذكرت أن هناك زيادة سريعة في نوع من سرطان الرئة، يتوغل بداخلها بعمق وليس مرتبطا بالتدخين
مستويات تلوث قياسية
تعاني الصين منذ فترة ليست بالقصيرة من ارتفاع مستوى التلوث في الهواء، بسبب الازدحام السكاني وكثرة المعامل والمصانع وقربها من المدن الكبرى، وتحاول بكين قدر الإمكان تقليل نسب التلوث والحد من تأثيراته، في ظل تركيزات لجزيئات صغيرة قابلة للاستنشاق تعرف باسم "بي إم 2.5" تتجاوز في أحيان كثيرة 300 "ميكروغرام" لكل متر مكعب في المناطق الصناعية بشمال البلاد.
وبلغ متوسط تركيز الجزيئات على مستوى الصين العام الماضي 47 ميكروغراما، مع التزام ربع المدن فقط بالمعدل الإرشادي الرسمي لجودة الهواء المحدد عند 35 ميكروغراما. وتوصي منظمة الصحة العالمية بألا يتخطى مستوى تلك الجزيئات 10 ميكروغرامات.
وأفادت دراسة نشرتها الدورية الطبية البريطانية في العام الحالي، بأن بإمكان الصين تفادي ثلاثة ملايين حالة وفاة في سن مبكرة سنويًا إذا حسنت جودة الهواء بما يتفق مع التوجيهات الإرشادية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.
وأقرت الحكومة الصينية خلال حملة لمكافحة السرطان استمرت ثلاث سنوات بدأت في 2015 بأن التلوث البيئي ساهم في زيادة حالات الإصابة بالسرطان في البلاد.
في حين أشارت دراسة أمريكية إلى أن أكثر من 80 مليون شخص في الصين سيموتون خلال الـ25 سنة المقبلة نتيجة إصابتهم بأمراض الرئة.
لكن البحث يقرر أن أغلبية كبيرة من حالات الموت المبكرة يمكن تجنبها،وركزت الدراسة على التأثير الكبير للتدخين، وانتشار ممارسة حرق الخشب أو الفحم في المنزل لأغراض الطبخ أو التدفئة.
وتفيد أحدث الإحصاءات بظهور قرابة 4.3 مليون حالة إصابة جديدة بالسرطان في الصين في 2015، بينهم 730 ألفا يعانون من سرطان الرئة، وهو ما يمثل 36 في المائة من مجمل الحالات على مستوى العالم