اعلان

محاولات إقليمية لإنهاء "حلم" الدولة الكردية في سوريا.. "المقداد": انتخاباتهم "مزحة".. وصراع متصاعد ينبئ بفصل جديد من الحرب في المنطقة

تعنت الأكراد في المضي قدمًا في إنشاء دولتهم في سوريا، بعد أن سيطروا على مناطق واسعة في البلاد مستغلين دعم الولايات المتحدة والتحالف الدول لهم، وانشغال السوريين بالحرب منذ ست سنوات، وترفض الحكومة السورية والمعارضة إنشاء دولة كردية على أرضهم، حالهم حال الدول الإقليمية المجاورة، ويتحدث خبراء بأن دولة ليس لها صديق أو حليف في الجوار، لا يمكن أن تحميها أرجلها "البلاستيكية" من نار ستصل لرأسها عاجلا أم آجلا وتقضي على مغامرتها.

خلاف متصاعد

شهدت الفترة الأخيرة صراعا متصاعدا بين الحكومة السورية والأكراد، وكانت بدايات الصراع حينما أعلن الأخير نظاما فيدراليا في17 مارس 2016 للمناطق التي يسيطر عليها، وتضم ثلاث مقاطعات "الجزيرة" "كوباني" "عفرين" وحملت المناطق الثلاثة اسم إقليم "روج آفا"."

وأشعلت الأحزاب الكردية في الشمال السوري الأجواء نهاية الشهر الماضي، في اجتماع في منطقة "رميلان"، شمال شرقي سوريا، بإقراراها القانون الانتخابي للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا وقانون التقسيمات الإدارية، اللذين حددا في 22 سبتمبر المقبل موعداً لإجراء انتخابات الوحدات الصغيرة في النظام الفيدرالي، و3 نوفمبر موعداً لإجراء انتخابات مجالس القرى والبلدات والنواحي والمقاطعات، و19 يناير 2018 موعد انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سوريا.

ووصف "فيصل المقداد"، نائب وزير الخارجية السوري، اعتزام الأكراد في شمال سوريا تنظيم انتخابات بأنه "مزحة"، وقال إن الحكومة لن تسمح لهم بتهديد وحدة الأراضي السورية.

وطالب "المقداد" الولايات المتحدة الامريكية بالتوقف عن أنشطتها في الداخل السوري، قاصدا دعمها للأكراد، ومحملا الأخيرة المسؤولية عن مقتل الآلاف في مناطق سيطرتها.

في حين رد عليه "صالح مسلم"، رئيس "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، مؤكداً عدم السماح باستمرار الديكتاتورية والاستبداد البعثي على أي شبر من سوريا على حد قوله.

وقال إن ما تقرر في "رميلان" هو قرار المكونات السورية بشأن ترتيب الشؤون الداخلية، وسيتم تنفيذه على أمل أن يتم تعميمه على كل التراب السوري.

وأضاف "مسلم": نحن لا نسعى إلى التقسيم أو الانفصال، بل نناضل من أجل سوريا ديمقراطية فيدرالية، يستطيع فيها الجميع التعبير عن ذاته وانتمائه بحرية، وأضاف أن الفيدرالية هي النظام الأكثر استقراراً في العالم، إن كان في روسيا وأميركا أو في معظم الدول الأوروبية.

واتبعت الرئيسة المشتركة لمجلس "سوريا الديمقراطية"، "إلهام أحمد"، أسلوب "مسلم" في الرد على "المقداد" وقالت: إن الاستعدادات للانتخابات مستمرة، ولن تتأثر على الإطلاق بتصريحات "المقداد" أو سواه.

وأضافت لقد اعتدنا مواقف مماثلة من الحكومة بين الحين والآخر، خصوصاً لجهة تأكيده على أنّه سيسترجع سلطته على الشمال السوري بعد الانتهاء من استعادة المناطق السورية الأخرى.

وهاجمت "دمشق" بالقول: بات على هذا النظام أن يُحدث تغييراً في بنيته الهيكلية، وفي ذهنيته، ويقبل أن هناك تغييراً حصل في سوريا، وأنّه لم يعد وارداً التعاطي مع الأمور وكأن شيئاً لم يحصل.

قوة الأكراد

تسيطر القوات الكردية المتمثلة بثلاث تشكيلات عسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية، قوات سوريا الدمقراطية، قوات الدفاع الذاتي) على مساحات واسعة في سوريا، فتقع محافظة "الحسكة" في الشمال الشرقي من البلاد تحت حكمها، بالإضافة إلى مدينة "عفرين" في ريف حلب ، كما تخضع أكثر من نصف محافظة الرقة التي تخوض فيها معارك شرسة مع "داعش" للسيطرة الكردية.

يقدر عدد المقاتلين الأكراد في سوريا ب100ألف موزعين على جبهات القتال مع "داعش" بشكل أساسي، والمعارضة والجيش السوري بشكل ثانوي.

وتتمثل قوة الأكراد بحسب المتابعين إلى انطواء معظمهم تحت إمرة قائد واحد وهو "صالح مسلم"، وإلى الدعم الكبير الذي تتلقاه من الولايات المتحدة الامريكية بالسلاح والمعلومات.

فقد أفادت صحيفة "الصباح" التركية قبل يومين بوصول 100 شاحنة سلاح جديدة من "واشنطن" لحزب "مسلم"، ليرتفع عدد الشحنات المقدمة مؤخرا إلى 900، كما تساند الطائرات الإمريكية القوات الكردية في معاركها ضد تنظيم داعش في الرقة.

رفض محلي وإقليمي

تقابل الدولة الكردية المفترضة في سوريا رفضا محليا سواء كان من الحكومة أو حتى من المعارضة.

وطالبت العارضة على لسان "الائتلاف الوطني السوري" المعارض عدة مرات الدول المعنية بالتوقف عن دعم "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الكردي)وعدم توفير غطاء سياسي له، ما يلحق الضرر بوحدة سوريا أرضا وشعبا.

كما سخر المسؤولون التابعون للحكومة السورية في مناسبات عدة من سعي الأكراد لإنشاء دولة خاصة بهم، وكان آخرها تصريح المقداد لـ"بي بي سي " قبل يومين واعتبر فيه انتخابات الأكراد المقبلة "مزحة".

وترفض حكومات دول تركيا والعراق وإيران إقامة دولة كردية في سوريا على لسان مسؤليها ، كحال معظم الدول العربية التي ترفض أيضا تقسيم سوريا وتنادي بوحدة أراضيها.

وبحسب معارضون سوريون فإن الفشل سيكون مصير الدولة الكردية في حال أنشئت فهي ستكون محاصرة من جميع الجهات سواء من ناحية تركيا أو من الجانب السوري، ولن يكون أمامها خيار سوى كردستان العراق الذي سيتعرض هو الآخر في حال قرر مساعدة الأكراد السوريين في مغامرتهم.

وتتهم منظمات دولية ومحلية القوات الكردية، بارتكاب جرائم حرب، وعمليات نهب للمناطق التي تسيطر عليها، بالإضافة إلى عمليات تهجير قسري للعرب من مناطقهم في الرقة والحسكة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
خطبة وقفة عرفات من مسجد نمرة.. بث مباشر