أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، الهجومَ الإرهابي الذي وقع أمس في "واجادوجو" عاصمة بوركينا فاسو، والذي راح ضحيته 20 قتيلًا؛ حيث هاجم مسلحون ملثمون روادَ المطعم التركي بوسط العاصمة، وأمطروا زبائنه بوابل من الرصاص، وتعامل معهم جيش بوركينا فاسو فقتل اثنين من منفذي الهجوم.
وعلق مرصد الإفتاء على الحادث بأن هذه الهجمات هي جزء من سلسلة هجمات لفروع تنظيم القاعدة في الغرب الأفريقي، مشيرًا إلى مجموعة من الأحداث التي وقعت من فروع التنظيم هناك، والتي كان أشهرها ما وقع في بداية العام الماضي حيث هاجم الإرهابيون مطعم كابتشينو وفندق سبلنديد في قلب العاصمة البوركينية مخلفين وراءهم 29 قتيلًا.
وأكد المرصد أن بوركينا فاسو إحدى دول غرب أفريقيا المستهدفة من قِبل تنظيم القاعدة، وتشهد نشاطًا كبيرًا للتنظيم على أراضيها، متمثلًا في عدة جماعات تنفذها أذرع القاعدة، حيث تعد جماعة "أنصار الإسلام" التي يقودها إبراهيم مالمجيكو أكثرها نشاطًا، وقد تأسست في نهاية العام الماضي، وتقدم منهج تنظيم القاعدة على منهج تنظيم الدولة الإسلامية.
وبيَّن مرصد الإفتاء أن تنظيم القاعدة اتبع منهجًا جديدًا واستراتيجية تساعده على التمدد والانتشار في العالم والبحث عن موطئ قدم في أفريقيا على وجه الخصوص مقابل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش"، وتتحقق هذه الاستراتيجية من خلال إعلان فروعها والجماعات المتطرفة التابعة لها بفك الارتباط بينها وبين الجماعة الأم، وعدم إعلان ارتباطها بالتنظيم الأم؛ وذلك لأمرين أولهما إعطاء هذه التنظيمات المحلية حرية الحركة لتنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية، وثانيهما: تخلص هذه الجماعات من تهمة العمالة والأجندات الخارجية؛ مما يسهل لها جذب المزيد من الأتباع باعتبار محلية القضايا التي يدافعون لأجلها.
وأشار المرصد أن انحسار الأضواء عن تنظيم القاعدة مقابل غريمه التقليدي "داعش" جعله يلجأ إلى الحيَل لأجل البقاء، ومنها فكرة فك الارتباط بينه وبين التنظيمات التابعة له إعلاميًّافقط، ثم تكوين مجموعة من التكتلات من الجماعات الصغيرة لتكوين كيان كبير يستطيع أن يوفر الدعم اللوجيستيللتنظيمات في باقي الدول مثلما حدث في مالي وبوركينا فاسووالنيجر وغيرها.
وأوضح المرصد أنه لم يعد خافيًا على أحد ما لحق هذه التنظيمات من إنهاك نتيجة الضربات التي يشنها التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب من جهة، والجهود الداخلية للدول من جهة أخرى؛ مما أصاب هذه التنظيمات بحالة من التشرذم.
وعليه، فقد طالب مرصد الإفتاء بضرورة التنسيق الدولي فيمواجهة هذه التنظيمات، وكشف اللثام أولًا بأول عن انتماءات التنظيمات الناشئة؛ لأنها قادرة على التلون والاختفاء من مكان والظهور في مكان آخر بثوب جديد.