في الساعات القليلة الماضية أثارت شحنة الكتاكيت التي استوردتها مصر من انجلترا والتي بلغ سعر الكتكوت فيها 45 دولار جدلا واسعا بين قطاعات من الشعب وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، ومما زاد الأمور غرابه استقبال منى محرز نائب وزير الزراعة والثروة الحيوانية والداجنة ومحافظ أسوان هذه الشحنة بمطار أسوان؛ والتي بلغت 42 ألف كتكوت.
الاستقبال المهيب
استقبل اللواء مجدي حجازي محافط أسوان والمهندس أحمد شكرى مدير العمليات بمجموعة شركات الوادى، ومنى محرز نائب وزير الزراعة، هذه الشحنة القادمة من دولة إنجلترا بمطار أسوان الدولى، وتعتبر هذه هى الشحنة الأولى، الخاصة بمشروع مزارع إنتاج جدود الدواجن التابع لمجموعة شركات الوادى القابضة بمصر، والجارى تنفيذه بمنطقة توشكى جنوب أسوان.
الكتكوت الجد
من المعروف أن أصل كل نبات يؤكل هي البذرة التي تغرس في الأرض، بالمثل الكتكوت المستورد الذي أخذ لقب الجد هو البذرة الأولي التي ينتج منها مليار فرخة تسمين.
وأوضح الدكتور خالد توفيق عثمان رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة سابقا، أن (الكتكوت الجد) يستورد منذ عشرات السنين، موضحا أن 8 شركات مختلفة تقوم باستيراد 300 ألف جد من هذه السلالة سنويا، مفسرا أن هذا الكتكوت الواحد ينتج 200 بيضة سنويا والذي ينتج عنه 200 فرخة أمهات، وكل فرخة من الأمهات تنتج 200 بيضة وبالتالي تكون محصلة إنتاج الفرخة الواحدة 4000 آلاف دجاجة تسمين( فرخة بيضة) في السنة الواحدة.
45 دولار سعر عالمي
استقبل كثير من المصريين خبر سعر الكتكوت كالصاعقة؛ 45 دولار للكتكوت الواحد أي ما يعادل 800 جنيه، دفع الكثير منهم إلي إلقاء اللوم علي الحكومة، وبالمثل النواب قابلو هذا القرار بالرفض مستنكرين هذا السعر، فلم يكد يمر ساعات على تلك الصفقة حتى نشب الغضب في لجنة الزراعة بمجلس النواب وأعلن وكيلها رائف تمراز أن صفقة الكتاكيت المستوردة من إنجلترا تنُم عن الفشل الذريع الموجود داخل وزارة الزراعة، ووصف الصفقة بـ"شغل فانتازيا"، متسائلين إلى من سيتم بيع هذا الكتكوت؟ هل للفنادق الكبرى أم للمواطن البسيط؟ وهل ندعم الطبقة العليا أم ندعم المواطن البسيط.
إلا أن الدكتور خالد توفيق عثمان ينفي هذا الكلام قائلا "لا الدولة ولا الحكومة لها علاقة بعملية الاستيراد" وتساءل بدوره عن علاقة مني محرز بهذه الصفقة، موضحا أن عملية الاستيراد يقوم بها مجموعة شركات تابعة لرجال أعمال، وتعد شركة الوادي القابضة واحدة من هذه الشركات التي يمتلكها رجال أعمال لبنانيين.
وأشار إلي أن دور الحكومة يتمثل فقط في تسهيل عملية الاستيراد سواء عبر السفن أو الطائرات أو من خلال الإشراف البيطرى ووضع الخطط وتوفير المناخ اللازم لهذه المشاريع، نافيا مشاركة الدولة بأي مبلغ في هذه العملية، مؤكدا أن القطاع الخاص هو المستورد فقط.
وأردف قائلا أن سعر الكتكوت عالمي بالنسبة لكافة الدول التي تستورده من إنجلترا، لكن الفارق الوحيد هو انخفاض قيمة الجنيه المصرى مما دفع الناس إلى الاندهاش أن سعر الكتكوت الواحد يبلغ 800 جنيه.
أزمة الدواجن
قال الدكتور عثمان إن صناعة الدواجن في مصر يجب أن تلقي اهتماما كبيرا من الدولة لأنها صناعة وطنية يشارك فيها أكثر من 2.5 مليون عامل، وتنفق الدولة علي هذه الصناعة أكثر من 65 مليار سنويا، مطالبا الدولة بتسهيل كافة الصعوبات التي تواجه المستوردين حتى يواصلوا استيرادهم لتعويض الناقص فى السوق من الدواجن.