مجاهد أفغاني يكشف أسرار جديدة في عزل "بن نايف".. اقام قاعدة لـ"طالبان" تحت الأرض بعد الاتفاق مع قطر مقابل 20 مليون دولار.. و"الدوحة" حولت الحركة لإرهابية

كتب : سها صلاح

آثار عزل الأمير محمد بن نايف من ولاية عهد السعودية صدي كبيراً في الأوساط الخليجية، وتساءل الكثيرون عن الأسباب التي دفعت المملكة لهذا القرار و ذهب البعض بأن الملك سلمان يحاول فتح الطريق أمام نجله ليعتلي عرش المملكة.

لكن صحيفة "ميدل آيست آي" كشفت نقلاً عن مجاهد أفغاني سابق في أفغنستان أن "محمد بن نايف" حاول استضافة مكتب لحركة طالبان،وهو المكتب الذي انتهى به الأمر إلى أن يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرًا له.

القصة بدأت عندما طلب حمد بن خليفة الأمير الوالد عام 2012 من الملك عبد الله بن عبد العزيز العاهل السعودي السابق لإقامة قاعدة لطالبان في السعودية بذريعة هدفها التوصل إلى مصالحة بين الفصائل المتحاربة في أفغانستان. لكن الملك عبد الله رفض حينها.

لكن حمد بن خليفة أصر علي الأمر وتحدث مع الأمير محمد بن نايف في الأمر و طلب منه التحدث مع الملك في الأمر وعرض عليه مقابل ذلك 20 مليون دولار، لكن "بن نايف" أكد له أن الأمر صعب للغاية.

وقال عبد الله أنس المجاهد الأفغاني أن "بن نايف" وذلك السر الحقيقي وراء عزله و تحديد اقامته الجبرية انشأ قاعدة لطالبان بالفعل بشكل سري تحت الأرض في "العوامية" (المنطقة المتنازع عليها بين قوات الأمن السعودي و الشيعة) ولم يتم كشف الأمر إلا منذ أشهر قليلة.

وأضاف "أنس" أن بسبب تلك القاعدة في العوامية تحت الأرض هناك أشتباكات في تلك المدينة بين قوات الامن السعودي التي أعطاها الملك سلمان الأمر بتصفية أي عناصر إرهابية يتم الاشتباه فيها في المدينة للسيطرة علي النفوذ الشيعي فيها، وكان الملك سلمان عقب عزل "بن نايف" تعرف علي مكان القاعدة و قام بحملة اعتقالات للباقيين في القاعدة.

ما من شك في أن عبد الله أنس من العارفين في هذا الشأن، فقد كان هو صاحب فكرة البدء بالعملية من خلال سلسلة من الزيارات التي قام بها إلى أفغانستان وإلى المملكة العربية السعودية ما بين عام 2012 وعام2013.

وتمكن خلال تلك الفترة من الحصول على دعم قوي وتعاون مباشر ليس فقط من قبل حميد كارزاي، الذي كان حينها رئيسا لأفغانستان، بل أيضًا من قبل الأمير بن نايف.

وكان لهذا المجاهد السابق، الذي تحول إلى وسيط بين الفصائل الأفغانية، أكثر من لقاء مع رئيس الاستخبارات القطري.

يقول عبد الله أنس: "وجدت نفسي وجهًا لوجه أمام رئيس الاستخبارات القطري والذي قال لي: سمعت شيئًا، ما رأيك في أن أفغانستان تراوح مكانها، وأنها تعاني من حرب لا معنى لها؟ هل يمكن أن تطلعني على مجريات الأمور؟ أود أن أسمع منك".

وأضاف: "كان ذلك بالنسبة لي بمثابة فرصة ذهبية لأشرح الوضع لصانع قرار.

بدأت المهمة السلمية لعبد الله أنس في عام 2012 ويذكر أن هذا الجزائري قد غادر أفغانستان في عام 1993 بعد أن أمضى عشرة أعوام في قتال الروس إلى جانب أحمد شاه مسعود.

كان والد زوجته، الشيخ عبد الله عزام، قد شارك في تأسيس مكتب الخدمات الأفغانية بالاشتراك مع أسامة بن لادن،وكانت مهمة مكتب الخدمات هي جمع الأموال وتجنيد المجاهدين الأجانب والإنفاق عليهم أثناء مشاركتهم في الحرب ضد السوفييت.

إلا أن الحرب في أفغانستان فقدت معناها بالنسبة لعبد الله أنس بعد أحداث 11 سبتمبر ، وأصبحت تتغذى من قبل خطابين لم يكونا يعنيان شيئًا بالنسبة للأفغانيين: حرب جورج بوش على الإرهاب وجهاد ابن لادن ضد الصليبيين.

كشف عبد الله أنس النقاب عن أنه قبل اغتيال عبد الله عزام بـ15 ساعة في نوفمبر من عام 1989، كان الشيخ يسعى لإقناع زعماء أفغانستان بتوقيع اتفاق وحدة فيما بينهم.

بدأت رحلة عبد الله أنس الطويلة مع المصالحة في غرفة الملحق العسكري الأفغاني في لندن العقيد أحمد مسلم حياة، والذي كان من رفاق السلاح القدامى.

كانا يتابعان معًا على شاشة قناة الجزيرة مقابلة مع حاكم قندهار أسد الله خالد أجريت معه على إثر عملية تفجير انتحارية. بعد عشرة أيام، في شهر ديسمبر من عام 2006، زار عبد الله أنس حاكم قندهار، والذي عرف عليه قيوم كارزاي الشقيق الأكبر للرئيس الأفغاني.

قال قيوم كارزاي مخاطبًا عبد الله أنس: "لقد شاركتم أنتم العرب في تحريرنا، ولقد روت دماؤكم ثرى البلاد في كل جبل وفي كل قرية، وها أنتم الآن قد جئتم بجهاد من أجل تحقيق السلام.

سوف أقوم بكل ما في وسعي من أجل المساعدة في ذلك». تبع ذلك عقد لقاء طويل مع الرئيس.

وجد عبد الله أنس أنه يتمتع بخصال نادرة تؤهله للقيام بمهمة الوساطة التي كان على وشك البدء بها، وخاصة أن جميع زملائه من رفاق السلاح السابقين باتوا يحتلون مواقع متنفذة في كابول، بما في ذلك رئيس البرلمان، ووزير الداخلية، ورئيس المخابرات، إلا أن عبد الله أنس كان يعترف أيضًا بمن يسمون بطالبان "المصطلح معهم"، أي القادة الذين كانوا قد أطلق سراحهم مؤخرًا من غوانتانامو وباتوا الآن يقيمون في كابول. فهؤلاء جميعًا كانوا يوقرون حماه والد زوجته.

حصلت زيارة ثالثة بعد ذلك قبل أن يواجه عبد الله أنس أول تحد عملي له وهو الذي لم يكن لديه وضع سوى أنه مجاهد سابق انتهى به المطاف ليستقر الآن في لندن.

وافقه الجميع في أن الحرب تراوح مكانها، واتفقوا على الحاجة إلى إجراء مصالحة، وعلى أن جميع الفصائل ينبغي أن تشارك في تلك العملية، بما في ذلك الحكومة، والمجاهدون السابقون وجناحا طالبان، جناح المصطلح معهم وجناح القيادة التي ماتزال في الجبال.

يقول عبد الله أنس إنه متأكد من شيء واحد، ألا وهو أن قطر التي حاول دعوتها للانضمام إلى العملية ساهمت في تحويل طالبان بأكملها لعناصر إرهابية تنفيذ أجندتها الخاصة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً