تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم، عددا من الموضوعات المهمة، حادث قطاري الإسكندرية، والأزمة الحالية بين أمريكا وكوريا الشمالية.
ففي عموده "نقطة نور" بجريدة الأهرام أشار الكاتب مكرم محمد أحمد تحت عنوان "الأزمة الكورية لم تبلغ ذروتها" إلى أن الحرب الكلامية لا تزال على أشدها بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والكورى الشمالى كيم جونج، فيتبادلان المزيد من التهديدات ويستعرض كل منهما قدرته على تدمير الآخر.
وقال الكاتب، إن الرئيس ترامب لا يكتفى بتهديد «الغضب والنار» الذى أطلقه فى بداية الأزمة وإنما يزيد عليه مستخدما لغة أكثر عدوانا وخشونة تؤكد أن القوات الأمريكية المسلحة جاهزة لتنفيذ الأوامر، والحل العسكرى مطروح بقوة ولا يمكن استبعاده، وأن واشنطن لا تزال على إصرارها في فرض عقوبات جديدة على كوريا، بينما يؤكد الرئيس الكورى قدرة بلاده على تدمير الإمبراطورية الأمريكية ويعلن أنه جاهز لإطلاق مجموعة من الصواريخ تمر فوق سماء اليابان لتسقط على مسافة 30 كيلو مترا من القاعدة الأمريكية «جوام» كبرى القواعد الأمريكية خارج الولايات المتحدة، تقبع فوق جزيرة أمريكية وسط المحيط الهادى وتشكل أقرب نقطة تهديد للخليج الكورى.
وأضاف أنه بينما يحاول وزير الخارجية الأمريكى ركس تيلرسون إطفاء حرائق تهديدات رئيسه ترامب، يسانده وزير الدفاع جيمس ماتس الذى يعلن انحيازه للتسوية السياسية رغم أنه مسئول عن توفير فرص الحرب التى تسحق كوريا الشمالية تنفيذا لأوامر الرئيس، فيما لا نجد على الساحة الكورية صوتا آخر حتى إن يكن همسًا سوى صوت الزعيم كيم الذى لا يعرف العالم عنه شيئا سوى أن والده قلده وهو فى الثامنة من عمره رتبة جنرال فى القوات المسلحة الكورية يرتدى بزته العسكرية فى القصر والجيش، يصدر الأوامر للجميع ولا يستطيع أحد أن يعصى له أمرا، بما جعل منه شخصية غير طبيعية يصعب التنبؤ بتصرفاتها كما يصعب حتى أن يتخيل أحد صورة له ترسم طباعه وملامحه الشخصية، وأن كان قد عرف عنه القسوة البالغة الشذوذ التى طالت أخاه وعمه وكل من تطوله شبهة أنه غير راض عن بعض قراراته.
وأوضح الكاتب أنه في الوقت الذى تنشر فيه اليابان شبكة صواريخ باتريوت استعدادا لهجوم كورى متوقع، وتؤكد صور الأقمار الصناعية أن الاستعدادات تجرى بالفعل لإطلاق صواريخ على قاعدة «جوام» الأمريكية من غواصة كورية، وتعلن كوريا أن ثلاثة ملايين كورى تطوعوا للقتال إلى أن تتلاشى الإمبراطورية الأمريكية، ويؤكد المراقبون أن الأزمة الكورية لم تبلغ بعد ذروتها، وأن موعدها الحقيقى يأتى يوم 21 أغسطس الحالى مع بدء التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات الأمريكية وقوات كوريا الجنوبية التى يعتبرها الزعيم الكورى تهديدا مباشرا لبلاده يستحق الردع الذى بات يمتلك كل أدواته، بعد أن نجحت كوريا فى إنتاج صواريخ بعيدة المدى عابرة للقارات يمكن أن تحمل رؤوسا نووية وتصل إلى أية مدينة أمريكية.
وقال الكاتب إن كلا من الرئيسين ترامب وكيم جونج يؤكد أنه جاهز بخياره العسكري، يتنفس العالم قلقا متصاعدا فى انتظار أي منهما سوف يتراجع أولا، وما هو ثمن التراجع بعد أن ركب الاثنان أعلى الشجرة، وعلى حين أعلنت الصين أنها سوف تقف على الحياد إن بدأت كوريا بالعدوان، لكنها سوف تقف إلى جوار كوريا إن بدأ الأمريكيون الضربة الأولى.
كما أعلنت موسكو أنها تقف على مسافة واحدة من الجانبين تدينهما وتطلب منهما إفساح الفرصة للتفاوض، بينما تؤكد المستشارة الألمانية ميركل باسم الاتحاد الأوروبي أن التصعيد هو الاستجابة الخاطئة، وأكثر ما يقلق فى هذه الحرب الكلامية التى لا تزال على أشدها أن يقع أي من الطرفين فى خطأ الحساب وسوء التقدير ليجد العالم نفسه فى غمار حرب عالمية ثالثة يمكن أن تطلق السلاح النووى من عقاله، بسبب زعيمين يتنافسان ويتوافقان على غطرسة القوة رغم خلافاتهما الشاسعة عمرا وتاريخا ونشأة.
وفى صحيفة الاخبار قال رئيس تحرير الصحيفة خالد ميري في عموده "نبض السطور" وتحت عنوان "بداية الحساب" تناول حادث قطاري الإسكندرية، إن التحقيقات بدأت، وهذه المرة لن تتوقف حتي يتم محاسبة كل مسئول عن الكارثة، والأهم أن الحساب سيكون سريعًا ورادعًا ولن يتوقف قبل ضمان ألا تتكرر الكوارث مرة أخرى.
ورأى أن البداية كانت الإطاحة برئيس هيئة السكك الحديدية، وقرارات النيابة بحبس السائقين بتهمة الاهمال الجسيم واستدعاء 10 مسئولين بالهيئة للتحقيق العاجل.
وأشار ميري إلى أن الكارثة الجديدة أعادت للأذهان كوارث القطارات على مدار ٥٠ عاما مضت، موضحا أن هناك سنوات طويلة مرت دون أن تمتد يد التطوير لأحد أهم وسائل نقل المواطنين، بينما كانت يد الإهمال والتسيب والفساد تضرب جنبات السكة الحديد من كل اتجاه، مؤكدا أهمية مواصلة العمل ليل نهار لتنفيذ خطط التطوير والتحديث التي تبلغ تكلفتها 43 مليار جنيه.
وأوضح الكاتب أنه حتي تكتمل عملية التطوير، يجب أن تمتلك الوزارة رؤية متكاملة للتعامل مع الوضع الحالي، وألا نكتفي بدعاء الوالدين لإدارة هذا المرفق، ولابد من تدريب السائقين ومتابعتهم بشكل مستمر ومعاقبة كل من يتورط في خطأ ولو كان بسيطًا، بالإضافة إلى الرقابة المستمرة على عمال المزلقانات والإشارات، ووجود غرفة عمليات مركزية تدير الحركة بطول مصر وعرضها على مدار 24 ساعة يوميا.
وأكد في نهاية مقاله أنه إذا توافرت الإرادة والمتابعة والرقابة المستمرة، وتم قطع يد كل مهمل أو مقصر، فأرواح الناس لن تضيع هدرًا.