كشفت رسائل مسربة حصل عليها موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عن اعترافات محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لمسؤولين أمريكيين سابقين بأنه "يريد الخروج" من الحرب الوحشية التي دامت سنتين في اليمن، وأضاف أنه ليس لديه "مانع" من انخراط واشنطن مع عدوه إيران.
وكشف "بن سلمان" عن نواياه لمارتن إنديك، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، وستيفن هادلي، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، قبل شهر واحد على الأقل من اتهام المملكة لقطر بتقويض حملتها في اليمن والتواطؤ مع إيران.
وقد قتل أكثر من 10 آلاف شخص، وأصيب 40 ألفًا آخرين في الحرب في اليمن، منذ أن شنّ ابن سلمان حملة "عاصفة الحسم" لاستعادة البلاد من السيطرة الحوثية.
فيما يعاني اليمن من تفشي وباء الكوليرا الذي أصاب 500 ألف شخص،ويحتاج ثلثا سكانها أكثر من 18 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، ويعاني أكثر من سبعة ملايين من سوء التغذية.
وردت تفاصيل الاجتماع في رسالة إلكترونية جرى تبادلها بين إنديك ويوسف عتيبة، السفير الإماراتي لدى واشنطن، والتي حصلت عليها مجموعة قرصنة تحمل اسم "جلوبالكس".
في العاشرة صباحًا يوم 20 أبريل، كتب عتيبة "في بعض الأحيان يجب على وزراء الخارجية أن يرفعوا السقف قليلًا، وأعتقد أن ولي العهد السعودي أكثر واقعية مما نراه من مواقف السعودية المعلنة".
ولم تمض 27 دقيقة عما كتبه العتيبة حتى كتب إنديك "أتفق مع هذا الرأي، لقد كان واضحًا تمامًا مع ستيف هادلي ومعي أنه يريد الخروج من اليمن، وأنه ليس لديه مانع في انخراط الولايات المتحدة مع إيران طالما كان ذلك منسقًا مسبقًا وكانت الأهداف واضحة.
هادي وابن زايد
شكوك ابن سلمان حول "عاصفة الحسم" تقوض موقف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي أُطلقت باسمه الحملة التي تقودها السعودية.
فقد تباينت مواقف هادي مع ابن زايد، الذي يدعم القوات اليمنية المتنافسة في السيطرة على مطار عدن،واتهم هادي الذي يتخذ من الرياض مقرًا له الآن، ابن زايد بالتصرف كمحتل في اليمن.
وتظهر رسائل عتيبة أيضًا أنه في أوائل أبريل 2015، تعاملت الإمارات مع الدكتاتور اليمني السابق علي عبد الله صالح على أنه "عنصر تخريبي" في الصراع اليمني، بدلًا عن الحوثيين الذين وصفوهم علنًا بأنهم يشكلون "تهديدًا استراتيجيًا".
وقد ظهر ذلك في رسائل خاصة متبادلة مع نائب مدير وكالة المخابرات المركزية السابق مايكل موريل، حيث ناقشوا مجموعة حديثة من المعلومات الاستخباراتية التي تم تبادلها بين وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش وبربارة ليف، السفيرة الأمريكية لدى الإمارات.
في رسالة متبادلة مع إليوت أبرامز، وهو مسؤول أمريكي سابق عرف عنه تأييده لآراء المحافظين الجدد عن إسرائيل، لم يتبن السفير موقفًا معارضًا.