في مثل هذا اليوم، الموافق 15 أغسطس عام 1945، قبلت اليابان بشروط الحلفاء، على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في الحرب العالمية الثانية، بعد كارثة هيروشيما وناكازاكي، لتعلن بذلك قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، التي خلفت ملايين القتلى، وشردت ملايين آخرين.
رغم مرور أكثر من 70 عامًا، على انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن حادثة إلقاء القنبلتين النوويتين على مدينتي "هيروشيما وناكازاكي" تظلان الأبرز بين معارك وحوادث الحرب التي استمرت أكثر من 6 أعوام، وهي الحادثة التي خلفت عدد قتلى تجاوز 140 ألف شخص في هيروشيما، و80 ألف آخرين في ناكازاكي.
العدد الهائل من القتلى، وشهرة الحادثة، ساهما في نسيان حادثُا آخر كان أكثر بشاعة وأكثر من حيث سقوط القتلى، سقط بين سطور التاريخ، وذلك بسبب أن أغلب ضحاياه كان من الألمان، الذين انهزموا في نهاية الحرب، لتتجسد مقولة أن التاريخ يكتبه دائمًا المنتصر، فبين 13 و15 فبراير عام 1945، وقع هجومًا على مدينة درسدن.
أربع غارات شنتها مقاتلات سلاح الجو البريطاني الملكي، 527 طائرة مقاتلة من الجيش الأمريكي، كانوا كفيلين بوقوع مجزرة بين جنود الجيش الألماني، حيث تم إسقاط أكثر من3،900 طن من القنابل شديدة الانفجار والعبوات الحارقة على مدينة "درسدن"، ودتم تدمير أكثر 1،600 (6.5 كـم2) من وسط المدينة.
وصل حجم الضحايا بحسب ما نشرت وسائل الإعلام النازية، في ذلك الوقت إلى ما يقرب من نصف مليون شخص، وهو ما يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف ما سقط في حادث "هيروشيما وناجازاكي"، فيما اعتبر البعض أن هذا العدد مبالغ فيه، وأن العدد الحقيقي لا يتجاوز الـ200 ألف شخص.
وفي عام 1953 دافعت القوات الجوية الأمريكية، عن الحادث معتبرة أنها استهدفت أهداف عسكرية وصناعية، التي كانت مركزا للنقل والسكك الحديدية والاتصالات الكبرى، والإسكان 110 مصانع و50،000 عامل في دعم المجهود الحربي الألماني.