تعتبر محافظة القليوبية همزة الوصل بين العديد من المحافظات بالوجه البحري شمالًا ومحافظتي القاهرة والجيزة جنوبًا، ويمر النيل بأرضها بفرعيه دمياط ورشيد، ولتشابكها مع حدود القاهرة، اعتبرها الخارجون على القانون الملجأ والملاذ لهم في الاختباء بها.
وهذا ما ساعد كبار تجار المخدرات على نقل تجارتهم ومخازنهم من الباطنية بالقاهرة إلى القليوبية التي تضم بين جانبيها القرى الأكثر شرًا وشراسة، والأشهر في تجارة السلاح والمخدرات وسرقة السيارات، وهذا المكان المميز جعل منها مطمع لبعض العناصر الإرهابية، حيث في الآونة الأخيرة بدأت قيادات التنظيمات الإرهابية، بالهروب من شمال سيناء، والتوجه إلي محافظات أخرى، ومن أبرزها القليوبية، وذلك لتكثيف التواجد الأمني في أنحاء سيناء.
ويعرض "أهل مصر" أبرز وقائع الخلايا الإرهابية بالقليوبية، وأراء خبراء الأمن في التصدي لتلك الجماعات الإرهابية.
تصفية 2 من العناصر الإرهابية بالخانكة
تمكنت أجهزة الأمن بالقليوبية من تصفية 2 من العناصر الإرهابية من أعضاء حركة حسم الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك لتورطهم في حادث إغتيال ضابط قطاع الأمن الوطنى النقيب ”إبراهيم العزازى” أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة بمحيط محل إقامته بدائرة مركز الخانكة بمحافظة القليوبية.
الإيقاع بخلية الخصوص
سقطت خلية الخصوص الإرهابية وتصفية 4 من كوادرها في مواجهات مسلحة مع اجهزة الامن، ويكشف بوضوح إستغلال الجماعة الإرهابية والكتائب المسلحة التابعة لها لمثلث ابوزعبل الخصوص الخانكة في إيواء عناصره مستغلين طبيعة هذه التجمعات وبالتحديد مدينة الخصوص وزراعات مدينة الخانكة، والتي كانت في الثمانينات حتي اوائل التسعينيات أحد اهم اوكار عناصر الجماعة الإسلامية المتطرفة وسبق ان تم ضبط عددا من القيادات البارزة التي تورطت في أعمال العنف حين ذاك علي اطراف مدينة الخصوص واشهرهم مجدي الصفتي لذلك إرتبط تاريخ هذا المثلث بتاريخ الجماعات الإرهابية والمتطرفة حتي إتخذته مع بداية سقوط حكم الإخوان مركزا لإنطلاق عملياتها وفي الشحن والإعداد والترتيب للتظاهرات التي كانوا يقومون بها حتي كانت ابو زعبل علي وجه التحديد احد المرتكزات التي تنطلق منها الجماعة الإرهابية في كافة عملياتها بالقاهرة الكبري ومؤخرا إستغلت جماعة الإخوان الإرهابية الكثافة السكنية العالية داخل مدينة الخصوص وإتخذت من إحدي الشقق وكرا لها.
العناصر الإرهابية تجدها ملاذ أمن
ومن جانبه قال الخبير الأمني اللواء "محمود القطري"، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، بأن العناصر الإرهابية تجد ملاذ أمن في الكتلة السكانية في محافظة القليوبية، وأنه يوجد لهم أعضاء بالقليوبية والقري الموجودة بها، يقومون بتقديم المساعدات اللازمة لهم، مستشهدًا بسابقة لهم في التسعينيات التي مات ضحيتها الكثير.
وأضاف أن الإرهابيين يجدوا القليوبية مكان للهروب في الزراعات التي توجد هناك، مشيرًا إلى ضرورة وجود آلية تمنع سهولة الهروب من سيناء إلي القليوبية أو أي محافظة أخرى، مؤكدًا على ضرورة فرض كمائن متحركة في أرجاء المحافظة، وعمل تمشيط مستمر للمكان لوقف هذه العناصر التي تعد في غاية الخطورة.
وأكد القطري في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن القليوبية من أحد المحافظات التي كان بها إرهاب، وكان مزدهر في فترة الثمانينات، وأنه يوجد عناصر بالمحافظة تساعد الإرهابيين، وأنه سهل تجنيد الأشخاص نظرًا للفقر واللعب علي وتر الدين والفقر، والأموال الطائلة.
وأضاف أن الموضوع بدأ يتكرر في الفترة الأخيرة، لأن القليوبية ضعيفة من الناحية الأمنية، وهذا السيناريو ممكن أن يتكرر مرة أخرى.
وأوضح الخبير الأمني اللواء محمد نور، أن هناك من يتعاون مع العناصر الإرهابية بالقليوبية، ويسهل عمليات دخول العناصر الإرهابية إلي المحافظة، وتوفير الأماكن الآمنة لهم، وتكون هذه العناصر من المجندين بالعناصر الإرهابية ولهم نشاط إرهابي بمحافظة القليوبية والقري المحيطة.
وأضاف نور في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن العناصر الإرهابية تنسق بين أفرادها في مختلف المحافظات، للمعاونة في هروب قياداتها وأعضائها من شمال سيناء.