النازيون الجدد ينتشرون في 32 ولاية أمريكية.. "فيرجينيا" موطن اليمين المتطرف.. وترامب متهم بدعم الكراهية

وجهت الأحداث الأخيرة التي اندلعت في فرجينيا الأنظار مجددًا إلى حركات اليمين المتطرف المتواجدة في الغرب وفي الولايات المتحدة الأمريكي خاصًة، كما دقت جرس الإنذار معلنة بزوخ شبح تنظمات نازية أشبه بالتنظيمات السوداء في الشرق ولكن هذه المرة برداء أبيض غربي تحت مسمى "النازيون الجدد".

"النازيون الجدد" عبارة تشير إلى مجموعة من الناشطين الذين تجمع بينهم مبادئ معاداة اليهود وحب هتلر وألمانيا النازية.

وتعتبر الآراء التي تعتنقها مجموعات النازيون الجدد محمية من جانب القضاء الأمريكي والتعديل الأول لدستور البلاد الذي يضمن حرية التعبير لكل الأفراد في الولايات المتحدة الأمريكية.

ففي حالة نالت شهرة واسعة، اعتمدت المحكمة الأمريكية العليا التعديل المذكور، لتأكيد حق إحدى مجموعات النازيين الجدد في التظاهر في بلدة "سكوكي" بولاية "الينوي" ذات الأغلبية اليهودية.

العديد من تنظيمات النازيين الجدد معروفة في الولايات المتحدة، منها "الحزب النازي الأمريكي" و"الحركة الوطنية الاشتراكية"، إلا أن التنظيم الأكثر شهرة هو "التحالف الوطني"، وكانت مجموعة متفرعة عن التحالف الوطني، وتدعى "طليعة أمريكا" قد شاركت في المظاهرة التي شهدتها مدينة "شارلوتسفيل" في الـ 12 من الشهر الحالي والتي اسفرت عن مقتل امرأة واحدة وإصابة العشرات.

كما تشير آخر التقديرات في عام 2012 إلى أن عضوية التحالف تبلغ 2500 على الأقل، بينما قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في عام 2011 إن عدد أعضاء الحركة الوطنية الاشتراكية يناهز الـ 400.

ويتركز النازيون الجدد في ولاية "فرجينيا"، كما يتواجدون في عدد من الولايات الأمريكية خاصة، بعد أن انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، إذ ينشط أعضاء "الحركة الوطنية الاشتراكية" النازية في 32 ولاية.

ويقول معهد "بحوث المعلومات والمجتمع" في الولايات المتحدة إن التلاعب بوسائل الاعلام يعود بشكل أساس إلى تصاعد نفوذ حركات النازيين الجدد، ويعتقد أن الصلات بين النازيين الجدد الأمريكيين والأوروبيين تزداد قوًة حسبما يقول "المركز القانوني الجنوبي للفقر".

الحركة الوطنية الاشتراكية -التي تأسست في عام 1994 والتي تعد من اكبر مجموعات النازيين الجدد في الولايات المتحدة إذ لديها فروع في أكثر من 30 من الولايات الأمريكية.

ويتبع النازيون الجدد في التفكير عدد من الأحزاب والحركات، ويعتبر "مجلس المواطنين المحافظين" أقدمهم إذ تأسس في عام 1985، وذلك تأييدًا لحركة الفصل العنصري في الولايات الأمريكية الجنوبية، وحزب "الحرية الأمريكي" الذي تأسس في عام 2009، في ولاية "كاليفورنيا" ويتبنى هذا الحزب برنامجًا عنصريًا كما يهاجم المهاجرين واللاجئين.

وبحسب "ذي أتلانتيك"، فإن غالبية النازيين الجُدد في الولايات المتحدة ينحدرون من أصول أوروبية، وأصبح تواجدهم واضحًا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ويتبنّون مشاعر كراهية ضد اليهود والسود وذوي الإعاقة، وكذلك المثليين والمثليات والمتحوّلين جنسيًا.

اتهام ترامب

بعد انتقادات عنيفة طالت الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، لعدم إدانة القوميين البيض بشكل واضح وصريح، أكد البيت الأبيض، أن إدانة الرئيس لأحداث العنف والكراهية التي شهدتها مدينة تشارلوتسفيل، تشمل اليمينيين البيض والنازيين الجدد وجميع الجماعات المتطرفة.

وكان الرئيس الأمريكي قد صرح عقب أحداث "فرجينيا" قائلًا: "إننا ندين بأقوى العبارات هذا العرض الفظيع للكراهية والتعصب والعنف في العديد من الجوانب للعديد من الأطراف"، إلا أن ابنته "ايفانكا" تداركت تصريح والدها الغامض بالقول: "يجب أن لا يكون هناك مكان في المجتمع للعنصرية والسيادة البيضاء والنازيين الجدد". في وقت اعتبرت فيه عدد من الصحف الأمريكية ومن بينها الـ"واشنطن بوست" تصريح الرئيس ألأمريكي تصريحًا مؤسفًا، تهرب فيه من تحميل البيض المتطرفين مسؤولية أعمال العنف والقتل الأخيرة.

من جانبها، أشارت صحيفة "ذي هيل" إلى أن مشرعين أمريكيين انتقدوا تصريحات "ترامب" بشأن أعمال العنف الدموية التي شهدتها فرجينيا، وأن بعضهم قال بإنه كان ينبغي على ترامب أن يصف هذه الأعمال بأنها هجوم إرهابي نفذه اليمين المتطرف. واعتبرت الصحيفة موقف الرئيس الأمريكي الأخير من هجمات اليمين بأنه موقف مخجل، ويشجع النازيين الجدد على القيام بأعمال عدائية تجاه الشعب الأمريكي على حد قولها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً