لا تزال جرائم "الابادة" التي يرتكبها تنظيم داعش ضد الايزيديين والمسيحيين والشيعة تشكل مصدر قلق رئيسيًا عبرت عنه الولايات المتحدة الثلاثاء في تقريرها السنوي حول الحرية الدينية في العالم.
ويتحدث التقرير ايضًا عن التمييز ضد المسلمين، وعن معاداة السامية في اوروبا وخصوصا في المجر، إذ اعربت واشنطن عن "قلقها ازاء الخطاب المعادي للمسلمين من جانب مسؤولين في حكومة" فيكتور أوربان على خلفية أزمة الهجرة.
كما عبرت ايضا عن "قلقها" ازاء معاداة السامية والتمييز ضد المسلمين في المانيا حيث يدور نقاش حول فرض حظر جزئي على ارتداء النقاب، كما يتحدث التقرير عن الجدل في فرنسا حول حظر لباس البحر الاسلامي على الشواطئ.
وهذا التقرير المخصص لاحداث العام 2016 هو الاول الذي ينشر في عهد دونالد ترامب الذي تعر ض لانتقادات بسبب رسائله المعادية للاسلام المتطرف خلال حملته الانتخابية.
وحلل التقرير اليوم الحرية الدينية فى 199 دولة أجنبية ويصف ما تقوم به الولايات المتحدة لدعم هذه الحقوق، وقد حدد تقرير العام الماضي أفغانستان ومصر وإندونيسيا وموريتانيا ونيبال وباكستان و السعودية والسودان كبلدان تقيد الحرية الدينية بسبب قوانينها الخاصة بمكافحة التحويل والردة والتجديف، كما أن تلك البلدان مستهدفة من جانب التنظيم الإرهابي.
وهناك 10 بلدان محددة "ذات اهتمام خاص": بورما والصين وإريتريا وإيران وكوريا الشمالية والمملكة العربية السعودية والسودان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، التي واصلت تعيينات العام الماضي، واتبعت توصيات اللجنة الأمريكية للدينية الدولية الحرية في أبريل.
غير أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تتبع توصية اللجنة بإضافة جمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا وباكستان وروسيا وسوريا وفيتنام إلى "البلدان التي تثير قلقا خاصا". وشارك سفراء الولايات المتحدة في هذه البلدان جميعا في مناسبات عملت على تعزيز الدين في هذه البلدان.
وقال السفير مايكل كوزاك من مكتب الديمقراطية وحقوق الانسان والعمل التابع لوزارة الخارجية ان تصنيفات "الدول ذات الاهتمام الخاص" ستأتي بعد 90 يوما من هذا التقرير، حيث ان النتائج لا تفيد الا فى تقديم المشورة للسلطة التنفيذية. ولم تدرج الولايات المتحدة فى القائمة، حيث قال ان التقييم الذاتى ليس بناء.
وعلى الرغم من النظر إلى الخارج، قال كوزاك أن الولايات المتحدة ساعدت على تعزيز الحرية الدينية في دول متعددة مثل تخفيف بعض قوانين الدين المقيدة في فيتنام ورؤية عدد من داعش في الخارج على الرغم من انها لا تزال غير كافية.
ولكن على غرار العام الماضي، اختارت وزارة الخارجية الأميركية أن تركز في تقريرها على "الفظائع" التي يرتكبها جهاديو تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في مقدمة التقرير ان "تنظيم داعش استهدف ولا يزال يستهدف افراد العديد من الديانات ، من خلال الاغتصاب والخطف والعبودية والقتل".
واضاف "من الواضح أن تنظيم داعش مسؤول عن الابادة الجماعية ضد الايزيديين والمسيحيين والمسلمين الشيعة في المناطق الخاضعة لسيطرته"، متحدثا ايضا عن "جرائم ضد الانسانية" وعن حالات "تطهير عرقي" قد تكون استهدفت ايضا مجموعات من المسلمين السنة والاكراد.
وشد د تيلرسون على أن "حماية هذه المجموعات وسواها من الأفراد المستهدفين بهذا التطرف العنيف، تبقى أولوية إدارة ترامب في مجال حقوق الإنسان".