منذ أن اعتلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، سدة الحكم وهو يضع في مقدمة أولوياته تعزيز العلاقات المصرية بدول القارة الأفريقية وتكثيف التواصل والتنسيق مع الأشقاء الأفارقة، فضلًا عن تدعيم التعاون مع هذه الدول في كافة المجالات وعلى رأسها المجالات الاقتصادية والتجارية.
وفي هذا الإطار، تكتسب الجولة الإفريقية التي بدأها الرئيس السيسي، أمس الأول الإثنين، ويزور خلالها أربع دول هي تنزانيا، ورواندا، والجابون، وتشاد أهمية كبيرة في تعزيز أوجه التعاون الثنائى بين مصر وبين هذه الدول، وبحث التصدى للتحديات المشتركة التى تواجه القارة السمراء، في ظل المكانة التي تحظى بها مصر واستعادة دورها المحوري في المنطقة والعالم.
أكد الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التنمية والتخطيط بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم، أن زيارة الرئيس السيسي للدول الأفريقية بين الحين والأخر وجولته الحالية في الدول الأربع خطوة جديدة نحو تحقيق التنمية الحقيقية في القارة السمراء وعنوان واضح وصريح لمواجهة التحديات المشتركة.
وأشار هاشم، فى تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، إلى أهمية مساهمة مصر في تنمية دول القارة ومساعدتها وتقديم العون لها وكذلك الاستفادة من هذه الدول عبر الاستثمار البشري والعقلي فيها من خلال العنصر المصري.
وأوضح أن التنمية المستدامة هي خط الدفاع الأول لمواجهة الإرهاب والعمل علي تقليل الفجوة بين طبقات المجتمعات الأفريقية، مؤكدا أن نشر التوعية والتنمية في تلك الدول وبمساعدة مصرية سيساهم بشكل كبير في محاربة الفكر المتطرف وتحقيق عدالة اجتماعية حقيقية لشعوب القارة السمراء التي عانت منذ زمن بعيد من البطالة والفقر.
في السياق ذاته، أكد العقيد محمد نبيل، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن زيارات الرئيس السيسي، المتكررة إلى أفريقيا تعتبر بمثابة بوابة أمل واستقرار لشعوب هذه المنطقة المهمة من العالم.
ووصف نبيل، في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، زيارات الرئيس السيسي لأفريقيا بأنها طوق النجاة لهذه الدول لعدم السقوط في فخ الإرهاب، مؤكدا أنها بداية حقيقية وفاعلة في تجفيف منابع الإرهاب من خلال التعاون الأمني والاقتصادي المشترك بين مصر وأشقائها في أفريقيا.
ولفت إلي أن مصر ودول القارة السمراء يجمعها مصير مشترك، وهما في خندق واحد لوضع استراتيجية حقيقية لتجفيف منابع الإرهاب، مؤكدا أن الحل الأمني والعسكري جزء من خطة كبيرة لمحاربة الإرهاب يأتي في مقدمتها التنمية ومكافحة الفقر والبطالة.
بدوره، قال إبراهيم بلقاسم، مدير المركز الليبى للإعلام بالقاهرة، إن زيارة الرئيس السيسي إلى أفريقيا تهدف في المقام الأول إلي التشاور والتفاهم بين زعماء القارة السمراء باعتبار أن مصر بوابة العالم نحو أفريقيا وأكبر دول القارة تقديرا لدي الشعوب الأفريقية.
وأضاف بلقاسم، في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس السيسي يعمل علي تحقيق الأمن الغذائي الإفريقي والأمن الأقتصادي أيضا، مؤكدا أن محطة الرئيس السيسي في تشاد تعد بمثابة خطوة نحو تحقيق الأمن للدول المجاورة لمصر وهي ليبيا.
ولفت إلي أن محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة في أفريقيا تأتي علي رأس أولويات مباحثات الرئيس السيسي مع زعماء الدول الأفريقية، مؤكدا أن ليبيا جزء من أفريقيا وشريك أساسي مع مصر في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه في أفريقيا باعتبار ذلك أمن قومي مصري في المقام الأول وليبيا معها في ذلك.