أكدت وسائل إعلام ليبية، تمكن روسيا من إنهاء الأزمة بين قائد قوات برلمان طبرق خليفة حفتر، والجانب الإيطالي.
وقالت "وسائل الإعلام" إن الوساطة الروسية شملت تحسين العلاقات بين الجانب الإيطالي من جهة، وحفتر والقاهرة من جهة أخرى، مشيرةً الى انتهاء الأزمة الإيطالية المصرية المتصاعدة منذ مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.
وبشأن الخلاف الإيطالي مع حفتر، قالت مصادر مطلعة، إن "حفتر بحث الكثير من الملفات خلال زيارته الحالية لموسكو، من بينها خلافه مع الجانب الإيطالي، وقد حصل على ضمانات روسية بشأن التنسيق في الملف الليبي والحد من المساعي الفرنسية في الملف".
كما لفتت، المصادر إلى أن إيطاليا أكدت على ضرورة حماية مصالحها المتعلقة بالغاز في غرب البلاد، وتحديدًا مواقع شركة "إيني" للغاز التي تعمل منذ سنوات في أقصى غرب البلاد.
وحددت المصادر الخلاف بين إيطاليا وفرنسا في الغرب الليبي، بمساعي فرنسا للعودة للعمل في "حوض نالوت" المليء بمليارات المكعبات من الغاز بغرب البلاد، والقريب من مواقع شركة "إيني" حيث تم الاتفاق على إرجاء استفادة فرنسا من الحوض، مع تأكيد أحقيتها في العمل فيه، إذ تملك شركة توتال الفرنسية، إذنًا للعمل فيه منذ العام 2010.
وأضافت "كان الحضور العسكري البحري لإيطاليا بالقرب من شواطئ غرب ليبيا الغرض منه قطع الطريق أمام المساعي الفرنسية، للاقتراب من غرب البلاد، من خلال دعمها حليفها حفتر، الطامح للسيطرة العسكرية على مواقع في غرب البلاد".
وبحسب المصادر أيضًا فإن "حفتر تراجع عن الكثير من طموحاته، بعد فقدانه معسكر الزنتان الأقوى عسكريًا غرب البلاد، بعد أن نجح فايز السراج في تحييده لصالحه وعيّنَ آمرًا للمنطقة العسكرية بغرب البلاد، وتابعًا للمجلس الرئاسي" لافتًا إلى فقدان حفتر لكثير من المعطيات التي قد تمكنه من التقدم عسكريًا باتجاه مواقع بالغرب.
وفي حين لم تعلن إيطاليا رسميًا عن تخليها عن المساعدة العسكرية البحرية المقدمة للمجلس الرئاسي، لم تفصح المصادر عن انعكاس تصالح إيطاليا مع حفتر على الوضع السياسي في البلاد، لا سيما وأن إيطاليا تعتبر من أكبر الداعمين المؤثرين للمجلس الرئاسي في طرابلس.
لكنها أشارت إلى تقارب نسبي لدى دول كبرى، من بينها روسيا من أجل تكوين رؤية مشتركة حيال الأزمة في ليبيا، تقوم على أساس حماية مصالح كل الدول، لا سيما المتعلقة بعقود النفط التي تشترك فيها دول كفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، بالإضافة لروسيا التي تحصلت على عقود نفطية كان آخرها في فبراير الماضي، لصالح شركة "روسفنت" للاستكشاف والإنتاج النفطي.
وكانت إيطاليا قد أعلنت عن إرسال سفنها إلى المياه الإقليمية الليبية بغرب البلاد، لدعم خفر السواحل الليبي، بطلب من المجلس الرئاسي، وذلك بعد يوم من لقاء حفتر برئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، في باريس الشهر الماضي، إلا أنّ حفتر هدد بإصدار أوامره بقصف أي قطعة بحرية تقترب من السواحل الليبية.
يذكر أن حفتر قد أشار إلى انتهاء الأزمة مع إيطاليا، خلال مقابلة أجراها معه تلفزيون روسيا اليوم، مساء أمس الثلاثاء، بالقول "انتهت المشكلة مع إيطاليا" دون أن يدلي بتفاصيل أكثر، لكنه استدرك بالقول متوعدًا "سنتصدى لأي قطع حربية تدخل مياهنا الإقليمية دون إذن".