كواليس زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني إلى تركيا

كتب : سها صلاح

أجرى رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد حسين باقري زيارة إلى تركيا، تلبيةً لدعوة نظيره التركي خلوصي أكار،والتقى باقري على هامش زيارته لأنقرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

يعتبر باقري أول رئيس أركان للجيش الإيراني يجري زيارة لتركيا، منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، الأمر الذي يكشف عن مدى أهمية الزيارة في ذلك التوقيت وسط الأزمات التي تشهدها المنطقة.

وبحسب البيان الصادر عن رئاسة أركان الجيش الإيراني قبل الزيارة، فإن من المخطط أن يجري خلال الزيارة مناقشة سبل مكافحة الإرهاب، وآخر التطورات في المنطقة، والعلاقات الثنائية في مجال الدفاع والتعاون في مجال تأمين الحدود.

ويرى الأستاذ الدكتور أتاي أكدافالي أوغلو عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية جامعة أنقرة، أن الملف السوري يمثل الأجندة الرئيسية للزيارة.

وأوضح الدكتور أكدافالي أوغلو أن إيران تتخذ موقفًا صلبًا وحازمًا للخروج بالأزمة السورية بفوز عسكري لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلًا: في الوقت الذي ظهرت فيه الحملات ضد إيران في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زادت حاجة إيران إلى تركيا.

وأظن أن تركيا ستكون بالتفاوض مع إيران على ذلك مع رئيس أركان الجيش الإيراني، ففتح تركيا لأنابيب الهواء منفسًا لإيران في مواجهة الحملات المضادة التي تتعرض لها من الولايات المتحدة الأمريكية، قد يكون ورقة جديدة للتفاوض مع إيران بشأن دورها العسكري في سوريا.

ولفت أكدافالي أوغلو إلى أن إيران من الممكن أن تتخلى عن موقفها من الأزمة السورية الذي تتخذه إلى اليوم، قائلًا: "من المحتمل أن إيران جاهزة للتخلي عن موقفها تجاه سوريا، وأنه جاء للحديث في ذلك الأمر بشكلٍ مباشر".

وأشار إلى أن الزيارة شملت تناول الأزمة الخليجية العربية مع قطر، وآخر المستجدات فيما يخص الموصل، موضحًا أنه من المحتمل أن تكون سوريا هي العنوان الرئيسي على أجندة الزيارة. لافتًا إلى أن السبب الرئيس من الزيارة لم تكن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان شمال العراق.

وفي سياق متصل قال الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي تونجار كيلينتش: "تعتبر هذه الزيارة نقطة تحول مهمة وتاريخية بالنسبة للسياسة الداخلية التركية والدبلوماسية الإيرانية في المنطقة. إذا تحركت تركيا وإيران معًا، سيشهد التاريخ فتح صفحة جديدة في المنطقة".

وأضاف: "إن تركيا تتقرب من روسيا والصين. وفي الوقت نفسه تبتعد عن الرياض وأبو ظبي، وبروكسيل، وواشنطن؛ كل العلامات تشير إلى ذلك بوضوح".

كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد صرح في وقتٍ سابق أن رئيس أركان الجيش الروسي سيقوم بزيارة لتركيا في الفترة القادمة لمناقشة الوضع في مدينة إدلب السورية.

وتدعم تركيا طرفا غير الذي تدعمه إيران في الصراع السوري المستمر منذ ستة أعوام. وتساند إيران الجيش السوري والقوات الرديفة له في التصدي لمسلحين يسعون للإطاحة بالرئيس الأسد ومنهم مسلحون تدعمهم أنقرة.

وتخشى تركيا من أن تؤدي حالة الفوضى في سوريا إلى زيادة نفوذ القوات الكردية التي تقول إنها على صلة وثيقة بالتمرد المستمر منذ فترة طويلة في مناطقها الجنوبية الشرقية وكذلك مقاتلي تنظيم “داعش” الذين يشنون هجمات داخل تركيا لذا فإنها تعمل مع إيران وروسيا على تخفيف حدة القتال في بعض المناطق.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً