قادت الموهبة وقوة الملاحظة، على قاعود، ابن مركز نجع حمادى شمال محافظة قنا، ليكون أحد أشهر قصاصى الأثر فى المحافظة شمالًا وجنوبًا، لتستعين به قوات الأمن فى محاولة كشف أثر هروب الإرهابيين الهاربين فى جبال قرية الكرنك التابعة لمركز أبوتشت شمال محافظة قنا، نظرًا لتعاونه وتنسيقه مع الداخلية طيلة 10 أعوام فى تتبع الجناة، حتى نجح فى كشف غموض 200 قضية متنوعة وقعت فى مناطق مختلفة من مناطق المحافظة.
- معجزة بشريةورغم تطور التقنيات الحديثة فى الكشف عن المجرمين فى القرن الواحد والعشرين، إلا أن قصاص الأثر الجنوبى، ذى الـ55 عامًا، مازال يسطر تاريخه المهنى فى كشف الجناة ومساعدة الجهات الأمنية للقبض على المتهمين بنجاح، ولم يكتف القصّاص بمعرفته الفائقة للأثر، بل تعدى لتحديد لون وملامح الشخص من طول وعرض، حتى بلغت معرفته بوجود علامات فارقة فى وجه الجانى، كما أنه جمع شمل بعض الأسر، بعد غياب طويل لعدد من أبنائهم الذين اختفوا عن ذويهم، عندما كانوا فى سن الطفولة، وذلك فى حالات تغيب الأطفال التى لوحظت وانتشرت بشكل كبير جدًا خلال الفترة والسنوات الماضية.قاعود تحدث عن بداياته، التى كانت فى محافظة قنا قبل قرابة 30 عامًا، عندما نجح فى قص الأثر لإحدى قضايا السرقة، التى ارتكبها أحد الجناة، من خلال سرقته 20 ألف جنيه، وبعد اكتشافه السارق من خلال "قص الأثر" بدأت الأجهزة الأمنية فى الاستعانة به فى العديد من القضايا والحوادث.
- موهبة ربانيةيقول قاعود: إن قص الأثر من المهارات التى تدل على فطنة وفراسة، وكذلك قوة الملاحظة لدى الشخص، وهى أمور اشتهر بها العرب دون كثير من الأمم.وأضاف أنه منذ توليه العمل وحتى الآن يقوم بالكشف يوميًا عن جريمة، سواء فى محافظة قنا أو المحافظات المختلفة، سواء بالتنسيق والتعاون مع أجهزة الأمن، مشيرًا أن القضايا التى تمكن من كشف ملابساتها بلغت أكثر من 200 قضية متنوعة ما بين سرقات وقتل والأبناء المفقودين.قصاص الأثر، أشار إلى أن عمله يعتمد على تتبع آثار الجناة، فضلًا عن تتبع خطوات سوقهم فى الأرض، لافتًا إلى أنه يعلم الكثير والكثير عن دروب الصحراء، لذلك قررت الأجهزة الأمنية الاستعانة به فى محاولة القبض على الإرهابيين.
وذكر القصاص، أنه تمكن من استعادة مدرعة شرطية كانت مفقودة فى الجبال والدروب الصحراوية بمنطقة الملفات الصحراوية أثناء البحث عن الإرهابيين، حيث فقدت داخل دروب الصحراء وانقطع الاتصال بينها وبين قوات الأمن، لكنه تمكن من استرجاعها عن طريق تتبع خطوات سير المدرعة الشرطية داخل الصحراء وفى الرمال الكثيفة بالقرب من المنطقة التى كان يختبئ بها الإرهابيون.وأكد "قاعود" على أن الوكر الإرهابى كان يستخدم كمعسكر تدريبى لأعضاء الخلية الإرهابية التابعة لحركة داعش بقيادة الإرهابى عمرو سعد، المسؤول الرئيسى عن تفجيرات كنائس طنطا والإسكندرية وحادث إسنا الإرهابى، وذلك ما تم كشفه من خلال حركات تتبع حراكتهم وخطواتهم السابقة فى دروب الصحراء.ولفت إلى أن الخلية كانت تقيم فى الصحراء وتتحرك بشكل عنقودى من داخل الجبال لتنفيذ العمليات الإرهابية.وأوضح القصاص أن تلك المنطقة المعروفة باسم جبال الكرنك هى منطقة قديمة جدًا وغير ممهدة، وهنالك العديد من الحيوانات المفترسة بداخلها، ويستخدمها مطاريد الجبال والهاربين من الأحكام القضائية للبقاء بعيدًا عن أعين الأمن.نقلا عن العدد الورقي.