كرة القدم ساحرة القلوب، التى يعشقها الكبير والصغير، لها عالم مواز يتحكم فيه عائلات هم ملوك هذا العالم ويضعون سياساته ويرتبط بهم تاريخ كرة القدم فى مصر وحاضرها، ولا تكاد تذكر ناد أو بطولة إلا ويرتبط بذكرها اسم من أسمائهم.
البداية كانت مع عائلة سليم
عائلة سليم بالنادى الأهلى، والتى أنجبت الأخوان الراحل صالح سليم، حيث تولى رئاسة الأهلى لأكثر من دورة، أرسى فيها المبادئ والقيم التى ساعدت فريق الكرة على حصد البطولات فى عهده.
وتولى المايسترو رئاسة الأهلى منذ عام 1980 إلى أن وافته المنية، وحقق خلال تلك الفترة العديد من البطولات والألقاب، وظل خلال تلك الفترة صالح وطارق سليم، هما المتحكمان فى قيادة القلعة الحمراء، سواء فى الإدارة أو إدارة فريق الكرة مع شقيقه طارق سليم، وخلال تلك الفترة شهد الأهلى الكثير من المواقف، التى أظهرت شخصية صالح سليم القوية، التى ساهمت فى إرساء قواعد ظلت تحكم الأهلى حتى بعد وفاته، وكانت من أشهر مقولات الراحل صالح سليم "الأهلى فوق الجميع" ومقولته الشهيرة: "الأهلى ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه".
وبدأ الجميع فى الأهلى يسيرون على نهج المايسترو فى إدارة النادى الأهلى، من خلال حسن حمدى الرئيس السابق للنادى الأهلى ومحمود طاهرالرئيس الحالى للقلعة الحمراء.
عائلة الهوارى تتحكم فى الكرة النسائية وكرة الرجال
ظهرت عائلة الهوارى فى الكرة المصرية فى نهاية التسعينيات، مع ظهور الكرة النسائية، التى قادتها سحر الهوارى، التى اشتهرت فى الأوساط الرياضية فى وقت كانت المرأة بعيدة كل البعد عن رياضة كرة القدم، وبعد ظهور سحر الهوارى جاء الدور على حازم الهوارى، الذى تواجد فى اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر الذى أعطى الفرصة للشقيقين داخل اتحاد الكرة المصرية.
ومنذ ذلك الحين أصبحت عائلة الهوارى تتحكم فى اتحاد الكرة المصرى بمعنى الكلمة، من خلال حازم الهوارى الذى يتخذ القرارات الهامة فى لكرة المصرية، وظل الثنائى حازم وسحر يتنقلان بين مجالس الإدارات المختلفة لرئاسة اتحاد الكرة، وجاءت لحظة انتهاء سيطرة الهوارى على الكرة المصرية بفضيحة، بعدما تم القبض على سحر وحازم فى قضية فساد كبيرة، لتنتهى أسطورة الهوارى مع الكرة المصرية.
عائلة مرتضى منصور تتحكم فى عزبة الزمالك
نجح مرتضى منصور فى انتخابات الزمالك فى التسعينيات، وتدرج فى المناصب حتى وصل فى انتخابات 2005 إلى رئاسة نادى الزمالك، وأصبح مرتضى منصور يدير نادى الزمالك الصرح العظيم على طريقة قطعة "التورتة"، يعطى قطعة للابن الكبير أحمد مرتضى منصور، وأخرى للأصغر أمير مرتضى منصور، هذا يتعاقد مع المدربين واللاعبين، وهذا يسافر مع الفريق فى كل دول العالم، ليصبح الزمالك أشبه بـ"العزبة"، التى يديرها منصور وأولاده، لتظل سيطرة مرتضى منصور وعائلته هى المتحكمة فى نادى الزمالك هذا الصرح العظيم.
عائلة عبد الحق تدير نادى النصر
تتحكم عائلة عبد الحق بقيادة مقاليد الأمور بنادى النصر سابقًا فى مصر الجديدة، الذى يترأسه عمرو عبدالحق، وهو النادى الذى تخرج منه أشهر نجوم كرة القدم فى تاريخ مصر، وهو محمود الخطيب "بيبو"، ليصبح نادى النصر هو الآخر عزبة تديرها عائلة عبد الحق، بقيادة عمرو عبدالحق، ثم من بعده الدكتورة سحر عبدالحق.
وأصبح عمرو عبدالحق أشهر المعارضين لسياسات سمير زاهر داخل اتحاد الكرة، حيث اشتهر بالدفاع عن أندية الصف الثانى فى الكرة المصرية، حتى أصبح عبدالحق أشهر الرياضيين فى مصر، وبعد قرار الـ8 سنوات الذى منع عبدالحق من الترشح مرة أخرى لرئاسة النادى.
وبات من الصعب على "عبد الحق" الترشح لرئاسة نادى النصر مرة أخرى، فقرر ألا يترك النادى لشخص آخر خارج عائلة عبدالحق، فجاء الدور على شقيقته سحر عبدالحق، لتكون أول رئيسة ناد فى تاريخ الكرة المصرية، وكأن الرياضة المصرية وكرة القدم فى مصر هى عزبة للعائلات الكبيرة فى مصر.
عائلة العثمانيين فى الإسماعيلى والمقاولون العرب
ظهرت عائلة العثمانيين مع الراحل الكبير "عثمان أحمد عثمان" الذى ساهم بشكل كبير فى بناء الصرح العظيم وهو نادى "الإسماعيلى".
ويعد رجل الأعمال الكبير هو مؤسس النادى الإسماعيلى الحديث، وهو صاحب أكبر فترة رئاسة لمجلس إدارة النادى الإسماعيلى، حيث تولى رئاسة الدراويش من عام 1965 إلى عام 1988 وخلال تلك الفترة حصل النادى الاسماعيلى على أول بطول مصرية، وهى موسم 66/67، وأيضًا حصل على أول بطولة أفريقية لبطولة الأندية موسم 1969– أى أن "المعلم" عثمان أحمد عثمان هو من نقل الإسماعيلى إلى منصة البطولات.
وبعد وفاة الراحل "عثمان أحمد عثمان" تولى العثمانيون النادى الإسماعيلى من خلال المهندس إسماعيل ومحمود وإبراهيم عثمان، كل شىء داخل النادى الإسماعيلى، وحققوا خلالها بطولتى الدورى العام وكأس مصر.
ومع بداية الألفية الجديدة بدأ العثمانيون فى التراجع عن مسؤلية نادى الإسماعيلى، بعد تحقيق آخر ألقاب الإسماعيلى فى موسم 2003\2004، ليشهد النادى تراجعًا كبيرًا فى كل شىء خلال أقصر من 14 عامًا ليعودوا من جديد فى الموسم السابق ليواصلوا مسلسل العثمانيين مع الدراويش.
نقلا عن العدد الورقي