اجتاحت موجة العنف والرعب والإرهاب القارة العجوز، وتنوعت مابين دهس وطعن، معظمها كان مخطط لها عبر وسائل تنظمية من صناع القرار داخل تنظيم داعش، والبعض الآخر ناتج عن اضطرابات نفسية، واجتهادات شخصية، ففي خلال ساعات تعرضت إسبانيا وفنلندا وألمانيا، واستراليا، وآخرها روسيا، لـ5 حوادث دهس وطعن، قتل خلالها 17 شخصا وأصيب العشرات، ونرصد في تقريرنا التالي معاناة هذه الدول.
وتلفت الاعتداءات الجديدة الأنظار إلى استراتيجيات جديدة للإرهاب في أوروبا، فقد بدا أن المتشددون يسعون إلى مباغتة القارة بأهداف جديدة لم تشهد من قبل أعمالا إرهابية، ويلجأون في الوقت ذاته إلى أسهل وأرخص الطرق لتنفيذ عملياتهم.
-روسيا
قالت الشرطة الروسية إنها لا ترجح وجود دوافع إرهابية وراء عملية طعن أصيب فيها 8 أشخاص بمدينة سورغوت شرق البلاد صباح اليوم، مضيفة أن منفذها قد يكون مضطربا نفسيا.
وكان المكتب الصحفي لفرع لجنة التحقيق الروسية في دائرة خانتي مانسي ذات الحكم الذاتي بمنطقة الأورال، قد أفاد في وقت سابق، بأن مجهولا اعتدى بسكين على المارة في شارع رئيسي بمدينة سورغوت، وتمكن من جرح 8 أشخاص، قبل أن يقتله رجال الشرطة.
وقال مسؤولون أمنيون إن تحقيقا فتح لمعرفة ملابسات الحادث، وأضافوا أنه تسنى تحديد هوية الجاني، وهو من السكان المحليين، فيما يجري التحري بشأن معلومات تفيد بأنه كان يعاني من اضطرابات نفسية.
- أستراليا
أصيب 5 أشخاص، من بينهم نساء وأطفال، بعد أن دهست سيارة عدد من المارة في مدينة سيدني، وتم نقلهم إلى المستشفى ومن بينهم سيدة مصابة بجروح خطيرة، وأربعة أشخاص آخرون من بينهم طفل.
وأفادت تقارير صحفية بأن سائق السيارة تعرض لأزمة صحية عند تقاطع شارع آندرسون وشارع فيكتوريا في مدينة سيدني الأسترالية فاصطدمت السيارة بالمارة على الطريق.
وأكدت شرطة "نيو ساوث ويلز"، في بيان لها أن الحادث لم يكن عملا متعمدا، ويعتقد أن السائق كان يعاني من أزمة صحية، وأن وحدة التحقيق تحقق في الحادث.
- إسبانيا- وفنلندا
فقبل أن تستفيق إسبانيا من "كابوس الدهس" برشلونة وكامبرليس، استكمل الإرهابيون هجماتهم في توركو جنوبي فنلندا ووبيرتال غربي ألمانيا، لتقف القارة بأكملها على أهبة الاستعداد بإجراءات أمنية مشددة.
فرغم عشرات الهجمات التي شهدتها أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية، ظلت دول مثل إسبانيا وفنلندا بعيدة عن عين الإرهاب، حتى نفذت الخميس والجمعة 3 هجمات في برشلونة وكامبرليس وتوركو.
أما الإرهاب "السهل والرخيص" فلم يعد يحتاج سوى إلى مركبة تدهس المارة في مكان عام، أو سكين يطعن أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وفي الحالتين يلوذ المنفذ بالفرار.
ومع تشديد الإجراءات الأمنية بعد الحوادث في البلدان الثلاثة، تشن حملات مداهمات واعتقالات لمشتبه بهم، لكن الوصول إلى المنفذين والعقول المدبرة ليس بالمهمة السهلة.
فبعد هجومي الدهس في برشلونة وكامبرليس، اللذين قتل خلالهما 14 شخصا وأصيب أكثر من 100، تكثف السلطات الإسبانية بحثها عن الزعيم المفترض للخلية المنفذة، بعد أن قبضت على أعضاء مفترضين بها من الجنسية المغربية.
أما يونس أبو يعقوب الذي يرجح أنه قاد "سيارة الموت" في برشلونة فلا يزال فارا.
الحال ذاتها في ألمانيا، حيث قالت الشرطة إن منفذ أو منفذي هجوم الطعن في وبيرتال، الجمعة، لا يزال هاربا، وأكدت أنها لا تزال تطارده.
وفي فنلندا يخضع منفذ الطعن إلى التحقيق بعد اتهامه بالقتل "بدافع إرهابي محتمل"، بعدما قتل شخصين بسكين في الشارع وأصاب 8 أشخاص آخرين.
ومنفذ الطعن البالغ من العمر 18 عاما، مغربي الجنسية، وتم توقيفه بعد إصابته برصاصة في الفخذ، في حين اعتقل 5 أشخاص آخرين لاحقا يعتقد أنهم على صلة بالهجوم.