هل تخيلت الحياة وسط شعب بلا مشكلات ازدحام او ارتفاع للاسعار او مشاكل في شبكات الهاتف المحمول او انخفاض للبورسة، هل توقعت أن تعيش بلا انتخابات رئاسية او برلمان او وضع دستور، إنها الحياة التي ينعم بها بعض الشعوبُ الرائعة والمثيرة للدهشة حقًا، ومن هذه الشعوب، على سبيل المثال، شعب باجاو، فهم لا يعيشون على الماء فحسب، ولكن لديهم أيضًا نمط حياة بعيدًا كل البعد عن نمط الحياة في عالمنا، ويعيشون في وئام تام مع الطبيعة.و”الباجاو” أغلبيتهم مسلمون، ويقوم دينهم على خليط من الإسلام والروحانية، و يلقَّبون بـ"غجر البحر" لأنهم لا يطيلون البقاء في موانئهم، ويتغذى “الباجاو” على الأسماك، ويكمّلون غذاءهم بالأرز والفاكهة التي يجلبونها من الأدغال.وقاع الزورق الخشبي عند "الباجاو" مجهّز بفتحة يفتحونها ليُلصفوا آذانهم بسطح الماء، ويصغوا إلى الأصوات التي تبثها الأسماك والحركات الزلزالية التي تتفاعل في قاع المحيط، وبهذه الطريقة تمكنوا من التنبؤ بتسونامي ديسمبر 2004 وتنبيه السياح الموجودين في المكان.والزورق عند الباجاو أكثر من مجرد قارب، إنه مكان للحياة، وتجب حمايته، لأنه علامة هويتهم، فهم يمنحون قوى خارقة للطبيعة لهذا القارب، ولكن الزوارق لا تُصنع فقط للتنقل في البحار الهائجة، فهي أيضًا منازل صغيرة قائمة على ركائز متاخمة لمواقع الصيد، لحماية أنفسهم بمجرد وصول العاصفة.وابتداء من سن 3 أيام، يوضع الرضيع في الماء وسرعان ما يصبح سباحًا ماهرًا، والغواصون الكبار يستطيعون الغوص لأكثر من 70 مترًا في العمق، ولديهم معرفة جيدة جدًا عن البيئة، وتغوص النساء أيضًا لصيد الأسماك، حتى وهن حوامل.وشعب “باجاو” ليس له جنسية، وهو يعيش بالقرب من بورنيو في قرية بحرية لا تظهر على أي خريطة في العالم، ويعيش كليًا خارج العالم والزمن، دون مواقيت ودون روزنامة.وبحسب تقرير موقع lesmoutonsrebelles.com فإن من خصوصيات الباجو أنه شعب ليس له زعيم يحكمه، إنهم لا يحتاجون إلى تسلسل هرمي، والرجل عندهم يساوي المرأة.و”الباجاو” لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، ولا صلة لهم بوسائل الراحة الحديثة، ولا أحدث التقنيات، ولكنهم يعيشون في واحد من أجمل الأماكن في العالم، دون زعيم، ودون قيود، ودون ضغط الوقت والبورصة والمحمول والانترنت وغيرها من ضغوط الحياة التي تجعل عمر الانسان اقصر.
كتب : رحاب فوزي