جاء استهداف انتحاريين لقوة أمنية من حركة حماس على الحدود بين مصر وقطاع غزة للمرة الأولى منذ بداية الهجمات الإرهابية بشمال سيناء، حاملا الكثير من الدلالات.
تعود التفاصيل، عندما قامت قوة أمنية، بإيقاف شخصين لدى اقترابهما في ساعة مبكرة صباح اليوم، من منطقة الحدود الجنوبية لقطاع غزة شرق معبر رفح؛ ففجر أحدهما نفسه مما أدى لمقتله وإصابة الآخر، كما أصيب عدد من أفراد القوة الأمنية.
يرى اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري، أن الدوريات الأمنية التى تقوم بها "حماس" على الحدود مع مصر، خلقت نوعًا من العجز لدى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان المسلمين، لعدم قدرتهم على التسلل عبر الأنفاق ودخول الأسلحة إلى سيناء.
وأوضح "مظلوم"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن تقارب حماس مع مصر أصبح شوكة في ظهر الإرهابيين، يهدد مخططاتهم العدائية التى كانت من المفترض أن تحدث، في الفترة المقبلة، ولكن حماس أيقنت أن تقاربها مع مصر، له نتائج حقيقية ستعود على الطرفين.
وروى شهود عيان قولهم، إن الانتحاري من سكان رفح وينتمي لجماعة سلفية متشددة تنتمي فكريا إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وتكثف حماس الدوريات في منطقة الحدود بهدف منع عبور متشددين إلى سيناء، حيث تشن جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية هجمات على قوات الأمن المصرية منذ سنوات.
وتسعى حماس لتحسين علاقاتها مع مصر التي تبقى معبرها الحدودي مع غزة مغلقا لفترات طويلة واتهمت الحركة في الماضي بمساعدة المتشددين في سيناء، ونفت حماس تلك المزاعم، وهذه هي المرة الأولى التي يقع فيها هجوم عنيف يستهدف قوّات الأمن التابعة لحماس في القطاع.
من جانبه، قال العميد "محمود قطري"، إن حماس دائما تنفي تدخلها في الشأن المصري، وبالطبع فأنها لا يمكن أن تسيطر على كل من في غزة، مضيفا:" بصرف النظر عن الاتهامات التي وجهناها لحماس، وخرجت ونفت ذلك، وأعلنت عن عدم تقاربها مع الإخوان المسلمين، واتخاذها ‘إجراءات احترازية شديدة مع المخابرات بشأن حماية الحدود المصرية مع غزة، كل هذا له الأثر استهداف الانتحاريين للأقوال الأمنية:.
وأوضح "قطري" في نصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن كل مجتمع يحتوي على خلافات، وهناك فصائل كثيرة فى فلسطين، تستعدى حماس، وهناك الكثير من الغزاويين خونة، ومصر مؤثرة جدًا في محيطها الأقليمى، وبالتأكيد أن التقارب المصري الحمساوي، منع بنسبة 90 % دخول الأسلحة إلى سيناء، وهذا ليس بالأمر السهل على التنظيمات الإرهابية، بعدما وجدت نفسها في مأزق شديد.
وخرجت العديد من المنابر السياسية في فلسطين لتدين ذلك العمل الأرهابي، على رأسها، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة قال: إن "تفجير رفح بالقوة الأمنية عمل إرهابي جبان مدان ومستنكر ولا يمت للدين والأخلاق بصلة، ولن يخدم سوي اعداء شعبنا الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أبو ظريفة أن"هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد شعبنا وقواه السياسية سوا العمل من أجل تعزيز وحدة الصف ومعالجة قضايا المجتمع لمجابهة هذه الفئة الإرهابية التكفيرية التي تستغل الدين في تظليل أبناء شعبنا وتعكير صفوة العلاقات العربية الفلسطينية نعزي حركة حماس وكتائب القسّام وأهل الشهيد الجعفري الذي سقط مدافعًا عن أمن الوطن".
كما نعت الجبهة الشعبية بدورها الشهيد الجعفري ودعت "للتوحد لاستئصال الفكر التكفيري، وتبرأت عائلة الانتحاري مصطفى كلاب من ابنها الذي قام بتفجير نفسه، وأعلنت إنها لن تجري له مراسم دفن أو عزاء وتبرأ إلى الله من ذلك الفعل، كما تقدمت بالعزاء والمواساة للشعب الفلسطيني في غزة ولعائلة الشهيد وللمقاومة الفلسطينية.