أربع سنوات يعاني سكان شارع سلامة الراضي، بمنطقة أرض اللواء بالعجوزة، من الإهمال، تحولت معها المنطقة إلى مركز للأوبئة والأمراض، تلمح في شوارعها الثعابين والحشرات والديدان، وينتشر الذباب في كل مكان لتنتقل معه الأمراض.
أرسل سكان المنطقة استغاثة إلى "أهل مصر"، فنزلنا في جولة ميدانية، نستطلع الأمر، وجدنا المكان المذكور في الأرض الزراعية، أمام مدارس القدس، وقد تحول إلى مأوى ومقلب للقمامة وبرعاية حكومية.
وأرسل السكان إلى جمال الشبوكشي، رئيس حي العجوزة، أكثر من شكوى، يطالبون فيها بإلغاء "مناولة القمامة" بالمكان، حيث تحول المكان منذ عام 2013 إلى مقلب للقمامة، حاول الأهالي مرارا إزالته لكنهم فشلوا –حسب شهاداتهم- ليصبح المكان مرتعا للقمامة بكافة أشكالها من مخلفات منازل ومحلات ومصانع ومخلفات إنشاءات، ومدفنًا للحيوانات النافقة، لكن أحدا لم يستجب.
قال أحمد حامد، من الأهالي، إن المكان أصبح مقلبا عموميا، لكل سكان المناطق المجاورة، وامتلئ بالذباب والحشرات والثعابين والروائح الكريهة، مما جعله غير صالح للسكن الآدمي.
وأضاف "حامد" أنه لا يمكن وصف حجم الضرر الملحق بأهل المنطقة لعِظَمِه، مشيرا إلى إصابتهم بكثير من الأوبئة والأمراض، خاصة أمراض الصدر والفيروسات التى تلحق بهم من الحشرات الطائرة بما تحمله.
وفي جولتنا، وجدنا سيدة بسيطة تقبع في محل البقالة الخاص بها قرب "مقلب القمامة"، وبمجرد رؤيتنا قالت إن الاكتئاب سيد الموقف، وهو المسيطر على سكان المنطقة، لشعورهم بانعدام الآدمية وعدم اهتمام أجهزة الدولة بتوفير مكان نظيف للسكن به، مؤكدة أن أبناء المنطقة دشنوا حملة لتشجير المكان المذكور وإزالة التعديات والقمامة، لكن سريعًا ما عادت كما كانت بيد من لهم مصالح في إبقاء الوضع كما هو عليه.
وأوضحت أنها تعاني في محل بقالتها من فساد بعض المنتجات المعروضة أحيانا بسبب تلوث الهواء المحيط، إضافة إلى الحشرات والذباب المنتشر في الجو، مؤكدة أن الجميع أصبح سريع الإصابة بأمراض الصدر والحساسية بسبب الأرض الملوثة، مطالبة بالتدخل السريع ومحاسبة المقصرين.
بينما اتهم المهندس هاشم عشماوي، من سكان المنطقة، المسئولين بالحي، بتحويل المكان المذكور إلى "صندوق قمامة كبير"، مشيرا إلى أن مساحة المكان تتخطى الـ400 متر طوليًًا في عرض 60 مترًًا، وهي مساحة شاسعة.
وأضاف: "ترددت الأقاويل التي تفيد بأنها أرض مملوكة للأوقاف، لكننا لم نتأكد، فالحي ممتنع عن الإجابة"، وتساءل: لم لا يتم استغلال المساحة الكبيرة في مشروع لخدمة المواطنين، بدلا من تركها لتصبح مركزا للأوبئة؟، متوعدا بمقاضاة صاحبها بمجرد معرفته، وإلزامه بإزالة التعديات، مؤكدا أن مسئولي الحي مستفيدون من إهمال المنطقة، وتحويل قطعة الأرض إلى أرض "بور".
أكملنا جولتنا، وأثناء البحث لم نستطع تحديد هوية صاحب الأرض المذكورة وهل هي ملكية خاصة أم أنها أملاك دولة، خاصة وأنها أرض زراعية تم التعدي عليها وتحويلها إلى مقلب قمامة، ولم يدلنا الأهالي على حقيقة الأمر، فلا أحد يعلم، ولم تكن تلك نقطة الفساد الوحيدة، حيث شرح لنا مصدر خاص داخل حي العجوزة كيف يستفيد الحي من الإبقاء على المسألة كما هي.
وأشار المصدر إلى أن الحي يصرف شهريًا ما يوازي 30 ألف جنيه مصاريف "إكرامية" لعمال سيارتي جمع القمامة اللتان تعملان في فترة صباحية ومسائية، بواقع ألف جنيه يوميا، من ميزانية الحي، مما يعد إهدارا للمال العام، خاصة وأن العمال يتقاضون رواتب فعليا.
حاولنا التواصل مع رئيس الحي، جمال الشوبكشي، لتلقى رد منه، لكننا لم نستطع التوصل إليه، ليبقى السؤال: من يحاسب على فاتورة الإهمال والتضحية بصحة وراحة المواطنين؟.