داخل ساحات المحاكم قصص وحكايات وبين قاعات محاكم الأسرة ودهاليز مكاتب فض المنازعات الأسرية تتشابك فيها خيوط الصدق والأكاذيب لزوجات وأزواج كبارا وصغارا، كانت هند تصعد سلالم محكمة الأسرة بإمبابة فهي تتمتع بقدر كبير من الجمال والأنوثة الطاغية وصلت إلى الطابق الأول وبدأت تبحث عن المكتب المختص بدعواها التي تحمل رقم 2035 لسنة 2017 أحوال شخصية، وقبل أن تدخل إلى قاعة المحكمة ارتدت نظارتها السوداء لتخفى بها ملامح وجهها عن المتواجدين بالمكتب.
وخلال دقائق كانت تقف أمام القاضي وبدأت تروى مأساتها قالت كان زميل لي بالجامعة، أحببته وتزوجنا بعد قصة حب طويلة دامت لسنوات، كنت أتمنى أن أعيش في هدوء واستقرار مع الشخص الذي أحبة قلبي، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، ومنذ بداية زواجنا وبدأت عاصفة المشاكل تهب، فزوجي غير قادر على القيام بواجباته الزوجية، تحملت وصبرت ما به لعل يكون أمر طارئ، لكن اكتشفت أن لا جدوى من الانتظار.
وتابعت بصوت يملأه الحزن والانكسار ازدادت حالته سوء وهو لا حول به ولا قوة، وبدأت تلميحات من الأهل بالاستعجال في الحمل، حاولت التناقش معه لإيجاد حل لهذا الوضع وطلبت منه أن يذهب للدكتور لكن كرامته منعته، وكان يرفض وبشدة، وأصبح عصبي يحاسبني على الكبيرة والصغيرة، وأحيانا يانهال عليا بالضرب، والسب بألفاظ بذيئة.
واستطردت هند قائلة: فاض بي الكيل وتضاعفت مأساتي مع الحرمان، وتحولت حياتنا إلى جحيم لا يطاق، وطلبت منة الطلاق لكنة رفض، خشيا أن يوقعني الشيطان في الحرام لذلك لجأت للقضاء بعد تفكير طويل وعقدت العزم على خلعة.