كعادته فاجئ الرئيس السوري، بشار الأسد، الجميع بخروجه إلى العلن، من خلال افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين في العاصمة السورية دمشق.
وخرج "الأسد"، بتصريحات تحدث فيها عن الوضع العسكري والاقتصادي والدولي الذي خصص له الوقت الأكبر وهاجم فيها الدول الغربية، قائلًا: "الغرب اليوم يعيش حالة هيستيريا كلما شعر بأن هناك دولة تريد أن تشاركه القرار الدولي في أي مجال وفي أي مكان من العالم، هذا يعكس ضعفًا في الثقة، ولكن هذا الضعف في الثقة ينعكس بالمزيد من استخدام القوة وبالتالي القليل من السياسة، والقليل من العقل، أو غياب العقل بشكل كلي".
وأضاف: "الشراكة بالنسبة للغرب مرفوضة من قبل أية جهة.. التبعية هي الخيار الوحيد المطروح.. وفي هذه الحالة حتى الولايات المتحدة لا تشارك حلفاءها الغربيين.. هي ترسم لهم الأدوار.. تحدد لهم الاتجاهات.. وأي خطوة يقومون بها هي ضمن الخط الأمريكي حصرًا.. وبالنهاية تلقي لهم ببعض الفضلات الاقتصادية كمكافأة لهم".
وبخصوص التغير الأخير في تصريحات الدول الغربية تجاه سوريا، قال: "التبدلات في التصريحات الغربية مؤخرًا ليس بدافع إنساني وإنما بسبب صمود القوات المسلحة ودعم الأصدقاء".
كما شن "الأسد" هجومًا لاذعًا على الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، عندما وصفه بالمتسول السياسي، قائلًا: "إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان يلعب دور المتسول السياسي، في دعمه الإرهابيين وأن الطرف التركي لا نعتبره شريكًا ولا ضامنًا ولا نثق به".
وأضاف، بأن سوريا عبر التاريخ هي هدف ومن يسيطر على هذا الهدف يكون له سيطرة على الشرق الأوسط.
وفي الفترة الأخيرة خرجت تسريبات تقول بأن هناك دولًا غربية تنوي إعادة فتح سفاراتها في دمشق، إلا أن "الأسد" نفى أن يكون هذا الأمر صحيح، مضيفًا: "لا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تسعى لحل في سورية إلا بعد قطع العلاقات مع الإرهاب".
ونفى الأسد طلب سورية من الدول فتح سفاراتها في دمشق مقابل تعاونها مع تلك الدول أمنيًا.
وعن الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش السوري في الفترة الأخيرة، والذي كان أخرها استعادة الجيش لمدينة "السخنة" من أيدي داعش، والسيطرة على كامل الشريط الحدودي مع الأردن من جهة السويداء، قال: "ما قدمه الجيش العربي السوري والقوات المسلحة ومعه القوات الرديفة والحليفة يمثل أنموذجا في تاريخ الحروب، دعم أصدقائنا المباشر لنا جعل إمكانية التقدم الميداني أكبر".
وختم حديثه بالحديث عن الشأن الاقتصادي السوري، مشيرًا إلى أن الاقتصاد السوري بدأ في مرحلة التعافي تدريجيًا وبأن عودة المعامل والمصانع إلى العمل ستعود بالفائدة الكبرى على الاقتصاد السوري وبين أن عودتها للعمل من جديد هي مسألة وقت.
ويحرص الرئيس السوري على الظهور إلى العلن في كل فترة رغم الخطر الكبير الذي يحيط به إذ إن الكثير من المناطق مازالت تسيطر عليها قوات المعارضة، بما فيها مناطق قرب العاصمة دمشق التي عقد فيها مؤتمر الخارجية.
وكان أخر ظهور للرئيس السوري، في عيد الفطر الماضي، أثناء زيارته وعائلته، لعوائل جرحى الجيش السوري في "ريف حماه" على مرمى حجر من عناصر المعارضة.