كشفت صحيفة الواشنطن بوست عن عودة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقارة السمراء حيث هناك معركة سياسية طاحنة تدور رحاها بين إسرائيل ودول عربية في إفريقيا على خلفية دخول إسرائيل مجددًا للقارة السمراء.
وأشارت الصحيفة أنَ مصر ونيجيريا والمغرب ودول إسلامية أخرى تعمل جاهدة على إحباط ما وصفها بالخطوات الرئيسية التي تتخذها إسرائيل لترسيخ مكانتها في إفريقيا.
وتستعد تل أبيب للمشاركة في قمة إفريقيا- إسرائيل للتنمية والأمن في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر 2017 بالعاصمة التوجولية لومي بمشاركة العديد من القادة الأفارقة.
لصراع بين إسرائيل وخصومها يجري في ساحتين رئيسيتين. الأولى "قمة توجو" المزمع إجراؤها بعد الأعياد، ومنذ شهور طويلة تعمل المنظومة السياسية على التجهيز لها، وبعد زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لأربع دول إفريقية العام الماضي، يتوقع أن تمثل "قمة توجو" عودة إسرائيل لغرب القارة، واستعدادًا للحدث تم تدشين موقع إلكتروني مدهش".
وقالت الصحيفة إنه وبحسب توجيهات نتنياهو بوضع تعزيز العلاقات مع إفريقيا على رأس جدول الأولويات، يبذل ممثلو وزارة الخارجية الإسرائيلية في القارة جهودا كبيرة لإنجاح القمة، التي يتوقع أن يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية خلالها مع ما يزيد عن 10 زعماء أفارقة، بشكل مشابه لماراثون اللقاءات التي أجراها خلال "قمة إيكواس" في ليبيريا منذ ثلاثة شهور.
وشارك نتنياهو في يونيو الماضي في القمة الـ 51 للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، في العاصمة الليبيرية، مونروفيا، وسط مقاطعة زعماء أفارقة بسبب مشاركته.
وتابعت تعارض مصر والمغرب والجزائر ونيجيريا ودول أخرى مسلمة الدخول الإسرائيلي لإفريقيا، كونها ترى أن هذا التطور يمكن أن يجرف ما تبقي من القارة الافريقية.
وأضافت كان هذا الأسلوب معروفا لدى وزارة الخارجية الإسرائيلية في السنوات التي سبقت تفكك الدول العربية، وقتها قدم زعماء عرب أفارقة مثل معمر القذافي رشاوى لرؤساء دول إفريقية لعدم إقامة علاقات مع إسرائيل، خوفا من مخطط تقسيم الشرق الاوسط الذي تتبناه إسرائيل.
ودشن عدد من الناشطين الفلسطينيين الأسبوع الجاري حملة لتحذير الدول الإفريقية المشاركة في القمة.
وطالبت منظمة "اللجنة الشعبية لدعم فلسطين في الخارج بمقاطعة الفاعلية، كون الحديث يدور عن "إقامة علاقات مع دولة فصل عنصري".
ورغم المحاولات العربية، ترجح الخارجية الإسرائيلية عقد قمة توجو في موعدها، "ﻷن الكثير من دول المنطقة أبدت دعمًا قويًا لإسرائيل ومخاوف من اختراق الإرهاب الإسلامي أراضيها".
أما الجبهة الثانية التي تشهد صراعاً بين إسرائيل والعرب ، فهي الأكثر تعقيدًا، وممثلة في محاولات تل أبيب الحصول على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي.
ومرة تلو الأخرى، يبدي نتنياهو خلال لقاءاته المتتالية مع زعماء أفارقة تطلع إسرائيل للحصول على هذه الصفة.
وكانت دولة جنوب إفريقيا وما تزال هي الطرف الرئيس الذي وقف حجر عثرة أمام إسرائيل لتحقيق مبتغاها، لكن دولاً عربية التحقت مؤخرًا بقطار الرفض بقيادة كيب تاون.
يشار إلى أنّه وبتوجيهات نتنياهو أرسلت إسرائيل قبل أيام مساعدات إنسانية كبيرة لدولة سيراليون الواقعة بغرب إفريقيا بعد تعرضها لانهيارات طينية وفيضان هائل.
وبخلاف رغبته في فتح أسواق جديدة لإسرائيل في القارة السمراء، ومن ضمنها أسواق السلاح، يسعى نتنياهو لإيقاف الدعم الإفريقي للفلسطينيين في مؤسسات الأمم المتحدة.
وفي يوليو 2016 زار نتنياهو أوغندا والتقى هناك رؤساء أوغندا وكينيا وجنوب السودان وزامبيا ورواندا وإثيوبيا وتنزانيا.
وتضع إسرائيل دول حوض النيل على رأس أولوياتها، فسعت للتغلغل فيها من خلال "الوكالة الإسرائيلية للتعاون الدولي في مجال التنمية"، المعروفة اختصارا باسم "الماشاف"، ما يشكل تحديدا خطرا حقيقيا على الأمن المائي لمصر، والأمن القومي العربي برمته.
لذلك، لا عجب أن تعلن الخارجية الإسرائيلية على موقعها الرسمي أن هناك أهمية خاصة يوليها "الماشاف" لدول كينيا وإثيوبيا ورواندا وأوغندا وجنوب السودان والسنغال وغانا، وهي الدول التي تنتمي جميعها لحوض النيل باستثناء غانا والسنغال.