"أبو منصور" ينشق عن حركة "الشباب الإسلامية" ويسلم نفسه للحكومة.. معلومات عن فرع القاعدة المتصدع في الصومال

حركة "الشباب الإسلامية" الحركة الإسلامية القتالية الصومالية والتي تنشط في الصومال، وتتبع فكريًا لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه "أيمن الظواهري"، تصنف من عدة أطراف دولية بالإرهاب وعلى رأسها وزارة الخارجية الأمريكية.

تأسست في عام 2004 وكانت جزءًا من "إتحاد المحاكم الإسلامية" قبل أن تنشق عنها في 2007 بسبب انضمام الأخيرة لتحالف المعارضة الصومالية، ويقدر عدد عناصرها بين 3_7 آلاف، وتتمتع بشعبية كبيرة في الجنوب الصومالي، حيث يعتبر الجنوب مركز الثقل والخزان البشري للحركة.

الزعيم الحالي للمنظمة هو "أحمد ديري أبو عبيدة" والذي خلف "أحمد عبدي غودني" والذي تزعم الحركة لست سنوات 2008_ 2014 وقتل وقتها بغارة أمريكية استهدفته في جنوب الصومال.

كما تتلقى أموالًا من قبل جمعيات ومنظمات متطرفة سواء في الصومال أو في العالم، وتعتمد في تمويلها أيضًا على القرصنة والاستيلاء على السفن الأجنبية قبالة الشواطئ الصومالية.

وتتبنى الحركة الفكر الجهادي وتقول بأن جهادها هو ضد "الصليبيين الإثيوبيين" وضد الحكومة الصومالية المتعاملة مع الغرب "الكافر" وتسعى لإقامة دولة إسلامية على غرار تلك التي يتبناها تنظيم "داعش".

قامت المحاكم التابعة للحركة بتنفيذ عمليات جلد وإعدام وبتر أطراف في عدة مناطق أغلبها في منطقة "كيسمايو" الجنوبية والأحياء التي كانت خاضعة لسيطرتها في "مقديشو"، وذلك عبر "جيش الحسبة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

هجمات الحركة

للحركة تاريخ طويل في تنفيذها للتفجيرات الانتحارية التي قتلت فيها أعدادًا كبيرة من المدنيين، ومن بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق "عمر حاشي أدن" في 18 يونيو 2009 الذي قضى في التفجير داخل فندق ببلدة "بلدوين" وسط الصومال وقتل معه 30 شخصًا مدنيًا على الأقل، حيث أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي لاحق تبني الحركة للهجوم ووصف الوزير "بالمرتد الكافر".

ويعتبر الهجوم على "ويست جيت مول" في سبتمبر 2013 في "نيروبي" والذي أدى إلى مقتل 67 شخصًا من أكبر عمليات الحركة، كما هاجمت الحركة في مايو 2014 مطعمًا للغربيين في جيبوتي سقط فيه عدد كبير من الضحايا.

وفي مارس 2008، نشطت الحركة في إقليمي "باي" و"بكول" واستطاعت التغلب على القوات الحكومية وحلفائها الإثيوبيين وسيطرت على عدة مدن صومالية، كما هاجمت الحركة في يونيو 2013 مجمعًا للأمم المتحدة في مقديشو أسفر عن مقتل 22 شخصًا.

وأدى هجوم لحركة "الشباب" في 3 أبريل2015 على جامعة "غاريسا" الكينية إلى مقتل 147 شخصًا أغلبهم من الطلبة، بعد اشتباكات دامت 16 ساعة بين المهاجمين وقوات الأمن الكيني.

وكما في سوريا والعراق وأفغانستان فإن الولايات المتحدة الأمريكية تشن ضربات جوية على عناصر القاعدة في الصومال والمتمثلين بحركة "الشباب" حيث تشن "واشنطن" بالتعاون مع الحكومة الصومالية غارات متكررة على عناصر الحركة، وكان آخرها في مايو الماضي حيث قامت طائرة أمريكية باستهدفت قائدًا إقليميًا لحركة "الشباب".

تصدع الحركة

رجح محللون صوماليون أن يتسبب انشقاق القيادي البارز بـ"حركة الشباب"، "شيخ مختار روبو" (أبو منصور)، في تصدع جدار الحركة، وإعطاء ضوء أخضر لمزيد من الانشقاقات بها، ما قد يهدد كيانها التنظيمي والقضاء عليها من قبل القوات الصومالية والاتحاد الإفريقي.

وتلقت الحركة الثلاثاء الماضي، ضربة قاسية بإعلان" أبو منصور" أحد مؤسسي "الحركة" انشقاقه رسميًا عن الحركة، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة "مقديشو" وذلك بعد يومين من تسليم نفسه للحكومة إثر مفاوضات جرت بين الجانبين، استمرت لأسابيع.

وقبل تسليم نفسه للحكومة، جرت اشتبكات بين أبو منصور ومسلحين تابعين له، مع مسلحين من حركة "الشباب"، التي سعت لاغتياله أو القضاء عليه قبل انضمامه إلى الحكومة.

ويرى خبراء بأن انشقاق "أبو منصور" عن الحركة الإرهابية، تعد مكسبًا سياسيًا وأمنيًا للحكومة الصومالية التي تسعى جاهدة وبدعم من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي (أميصوم) لدحر مقاتلي "الشباب"، الذين طُردوا من العاصمة مقديشو في أغسطس 2011 غير أنه مازال لهم حضور في مناطق شاسعة جنوبي الصومال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً