بدأ العد التنازلي لظاهرة "كسوف الشمس" التي يترقب العالم حدوثها غدًا الإثنين، حيث يعيش الملايين من هواه الفلك والباحثين حالة من الترقب لرصد ومشاهدة وتسجيل هذه الظاهرة، الذي وصف بأنه "الكسوف الأمريكي العظيم"، لأنه سيكون مرئي بشكل كسوف شمسي كامل فقط ضمن حزام يعبر الولايات الأمريكية المتجاورة.
ويعتبر ذلك أول كسوف كلي للشمس تشهده الولايات المتحدة منذ 99 عاما، ولكن تشمل هذه الظاهرة مخاطر للرؤية لها بالعين المجردة.
تعريف الظاهرة
تحدث هذه الظاهرة الفلكية عندما تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبًا، وبالتالي فأن القمر يحجب قرص الشمس كليا أو جزئِيًّا لمشاهد على الأرض، يحدث كسوف الشمس الكلي عندما يكون قطر القمر الظاهري أكبر من الشمس، وبالتالي يحجب القمر جميع أشعة الشمس المباشرة في مسار ضيق عبر سطح الأرض، ويحول النهار إلى ليل.
مخاطر النظر لكسوف الشمس
الإشعاع الشمسي الوارد إلى الأرض يتضمن ثلاثة أنواع من الأشعة الكهرمغطيسية التي تشكل خطرًا على عين الإنسان وهي:
الأشعة الضوئية
تتسبب هذه الأشعة عندما تكون كثافة الضوء عالية بأذية ضوئية كيميائية تدعى بالانسمام الضوئي حيث تتعطل قدرة الخلايا البصرية على الاستجابة للضوء.
الأشعة تحت الحمراء:
تتسبب هذه الأشعة بتسخين الشبكية مسببة أذية حرارية تدعى التخثر الضوئي تتمثل بحرق الأنسجة وتدمير الخلايا الحساسة للضوء العصى والمخاريط، ولا يشعر الإنسان بهذا الضرر ذلك أن الشبكية تخلو من مستقبلات الحرارة والالم.
الأشعة فوق البنفسجية:
تسبب حروقا في الشبكية كما تسرع حدوث الانسمام الضوئي لأن طاقتها أكبر بكثير من الأشعة الضوئية.
لا تصدر الشمس أثناء الكسوف أي إشعاعات مضرة بالعين غير تلك التي تطلقها عادة، ونعلم أن التحديق إلى الشمس في الأحوال العادية لمدة 15 ثانية على الأكثر كفيل بالتسبب بالعمى لكن خطورة الكسوف تأتى من فارق أن الشمس غير المكسوفة تصدر كميات كبيرة من الأشعة الضوئية مما يؤدي إلى تضيق حدقة العين لأقصى حد ممكن، وبالتالى عدم السماح للإشعة المضرة بالعبور إلى الشبكية أما أثناء الكسوف فان كمية الأشعة الضوئية الصادرة تسبب أذية مؤقتة أو دائمة وقد لا تظهر الاذية مباشرة بعد المراقبة، ليتأخر ظهورها بضع ساعات أو أكثر أحيانا وتتمثل الاذية بعمى دائم في العين وباضطراب في الرؤية وضعف في قوة الإبصار.
الكسوف الكلي:
حدث عندما يصل ظل القمر إلى سطح الأرض وفي هذه الحالة ينكسف كامل قرص الشمس، وعندها تظهر حلقة متألقة على قرص الشمس مباشرة قبل الكسوف الكلي وبعده، وتدوم لعدة ثواني فقط تسمى "الحلقة ماسية" ويحدث الكسوف الكلي في مناطق التقاء رأس مخروط ظل القمر بالأرض. ويتخذ الكسوف الكلي مسارًا محددًا بسبب حركة الأرض والقمر.
الكسوف الجزئي:
ويحدث في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطح الأرض، وشبه ظل القمر في هذه الحالة هي المنطقة التي لا يرى كامل قرص الشمس منها، أي أن قرص الشمس لن يشاهد كاملًا من هذه المناطق، وتزداد نسبة الكسوف الجزئي عند الاقتراب من منطقة "مسار" الكسوف الكلي وفي هذه الحالة ينكسف جزء من قرص الشمس.
كسوف حلقي أو خاتميّ:
يحدث عندما يكون القمر في نقطة بعيدة ما عن الأرض، فيكون قرص القمر أصغر من أن يحجب كامل قرص الشمس، وفي هذه الحالة لا يصل رأس مخروط ظل القمر إلى سطح الأرض، فينكسف قرص الشمس من الوسط في المناطق التي تقع في امتداد مخروط الظلّ، وقد تصل فترة حلقتيه إلى اثنتي عشرة دقيقة وثلاثين ثانية، وذلك بسبب المسافة الأكبر التي يجب على قرص القمر الصغير أن يقطعها.