التاريخ يذكرنا.. تركيا خانت وساعدت على ضرب مصر.. التفاصيل الغائبة الحاضرة في ذكرى الاحتلال الإنجليزي لمصر

التاريخ هو الهوية الحقيقية لأي أمة يكشف ويعبر عن ملامحها وأصولها ومواقفها، وهو لا ينسى أبدا ولا يغفر الخيانات كما أنه لا ينكر المواقف الصلبة لأصحاب الحق والضمير والوقوف في وجه البطش والظلم، وإذا أردت أن تعرف طباع أمة فلتنظر إلى تاريخها فغالبا لن تتغير الأمور كثيرًا فالخائن يظل خائنا غادر الطباع، والوفي الداعم للحق يظل ثابتًا لا يتغير.

وكذلك فعلت تركيا، حيث إن مواقفها الحالية تجاه مصر ليست مستغربة، إذا ما نظرنا إلى تاريخها ومواقفها الماضية مع مصر، سيمكننا بسهولة فهم أفعال الأتراك.

كانت تركيا قديما إمبراطورية تحمل شعارات إسلامية براقة لإقناع الدول بالخضوع لها ولكي تلين الشعوب تحت وهم الشعارات اللامعة، وأخضعت كل الدول العربية بالقوة العسكرية تحت إرادتها الجبرية، وقامت بغزو مصر واستبسل جنودها في معركة الريدانية، ولكن المقادير لم تكن لصالحنا في ذاك اليوم الذي شوه معالم البلاد لقرون طويلة من الاحتلال العثماني، وياليت العثمانيين التزموا بشعاراتهم الدينية الزائفة وهي العمل على حماية الدول الإسلامية التابعة للدولة العثمانية الكبرى، بل كانت أول من باع وأول من تخلى وأول من سلم مصر بسهولة للاحتلال الإنجليزي لتترك مصر وحدها في مواجهة أعتى إمبراطوريات الأرض في ذاك الوقت وهي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها شمس ولا قمر "بريطانيا" .

في عام 1882 أقيم مؤتمر أوروبي فى إسطنبول بتركيا، يهدف إلى إرسال جيوش إلى مصر فى إطار حملة عسكرية، بهدف الاستيلاء على قناة السويس وتأمين استثماراتهم، وحينما لم يتم التوصل لاتفاق، قررت بريطانيا الدخول فى حرب ضد مصر منفردة، وكان المعهود أن ترسل تركيا قوات لحماية مصر باعتبارها ولاية عثمانية تدفع سنويا أموالا طائلة في مقابل هذه الحماية كما تفعل كل الولايات التابعة للدولة العثمانية، لكن تركيا لم تفعل.

فى العام ذاته، كان الأسطول البريطانى قد قام بقصف مدينة الإسكندرية لمدة ثلاثة أيام متواصلة بين الفترة (11 يوليو - 13 يوليو)، وأدى ذلك إلى تدمير الجزء الأكبر من المدينة، أصدر الأزهر الشريف فى أعقاب ذلك القصف فتوى بتكفير الخديوى توفيق وخيانته لمصر وشعبها، ومساعدة العدو البريطانى لاحتلال مصر، وأعلن الزعيم أحمد عرابى التعبئة العامة، والتجنيد لمحاربة الجيش البريطانى، ودخل الجيش المصرى فى معارك القصاصين وكفر الدوار مع الجيش البريطانى.

استطاعت القوات البريطانية احتلال مدينتى بورسعيد والإسماعيلية يوم 20 أغسطس، وفى يوم 13 سبتمبر عام 1882، وهى آخر المواجهات بين الجيش المصرى بقيادة الزعيم أحمد عرابى وبين الجيش البريطانى، هزم جيش الاحتلال قوات الجيش المصرى، وذلك بعدما ساعد الخديوى توفيق قوات الاحتلال.

ظل احتلال بريطانيا لمصر مستمرًا مدة 74 عامًا انتهت أعقاب ثورة يوليو، فى يوم 18 يونيو عام 1956، باتفاقية الجلاء، وخروج آخر جندي بريطاني من مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

يذكر أن تركيا لم تكتف بأنها لم تساند مصر وتخلت عن واجبها في إرسال جيش لحماية القاهرة، ما يعد خيانة كبرى، لكن العثمانيين استكثروا على المصريين أن يقاموا ويدافعوا عن بلادهم فأصدر السلطان العثماني مرسوم عصيان عرابي، الذي كان له أبلغ الأثر في إضعاف الروح المعنوية للجنود والمقاومة في مصر، مما جعل الهزيمة من الإنجليز أقسى وأسرع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً