أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "UNAMI"، فرار آلاف المدنيين من قضاء تلعفر في الأيام الأخيرة، قبل انطلاق أوسع عملية عسكرية لاسترجاع القضاء من قبضة تنظيم داعش.
وقالت منسّقة الشؤون الإنسانية بالعراق، ليز غراندي، في بيان صحفي الأحد، إن "الآلاف من الناس يفرون من تلعفر من أجل السلامة، وتمضي الأسر في رحلات من 10 إلى 20 ساعة، في درجات حرارة عالية جدا، للوصول إلى نقاط تجمع النازحين".
وأضافت غراندي أن "أكثر من 30 ألف شخص فروا بالفعل من المنطقة (منذ نهاية أبريل)، ولا معلومات بشأن عدد المدنيين الذين ما زالوا في المناطق التي يحدث فيها القتال".
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، يعيش في القضاء حوالي 40 ألف شخص، بما في ذلك نحو 10 آلاف في مدينة تلعفر.
وأشارت إلى أن "البعثة تستعد لفرار آلاف الأشخاص في الأيام والأسابيع القادمة".
وحذرت من الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الناس في المدينة، بعد نفاد الغذاء، والماء، والضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
وتابعت: "ليس هناك ما هو أكثر أهمية من حماية المدنيين أثناء الصراع، ويتعين على جميع أطراف الصراع القيام بكل شيء لتجنب وقوع خسائر في صفوفهم، وضمان حصول الناس على المساعدة الإنسانية الممنوحة لهم بموجب القانون الإنساني الدولي".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن فجر الأحد، انطلاق العمليات العسكرية لتحرير تلعفر من قبضة مسلحي داعش.
والمنطقة المستهدفة هي جبهة بطول نحو 60 كم، وعرض نحو 40 كم، وتتألف من مدينة تلعفر مركز القضاء، وبلدتي العياضية والمحلبية، فضلا عن 47 قرية.
وكان عدد سكان تلعفر يقدر بنحو 200 ألف نسمة، قبل أن يسيطر داعش على البلدة في 2014، ما تسبب في نزوح آلاف السكان.
ويأتي الهجوم بعد 40 يوما من إعلان العراق استعادة السيطرة على كامل مدينة الموصل، التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم في العراق.
وبحسب معطيات الأمم المتحدة، فقد غادر الموصل خلال أشهر معركة تحرير المدينة نحو 940 ألف شخص، في كارثة إنسانية، قالت الأمم المتحدة إنها فاقت أسوأ سيناريوهات كانت تتهيأ لها المنظمة الدولية.