مع بدء العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، نشرت العديد من المجازر وتجار الأغنام الشوادر وتسابقوا في إبراز الأسعار وتغيير من شكل ووزن "الخروف" لكي يكون مغريا للمستهلك، عبر العديد من الطرق والوسائل السريعة التي في الغالب تكون خادعة للمستهلك ويكتشفها بعد ذبح الأضحية.
غير أن عملية شراء الأضحية، دائما ما يكون لها محاذير لدى المضحي، لا سيما "خراف الزبالة" والتي عرف عنها لدى العامة بأنها تنقل الأمراض لرعيها على القذورات، ولكن نائب وزير الزراعة كان له رأي آخر.
فى هذا السياق يقول الدكتور خالد توفيق عثمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة، وأستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، إن الكلام الذى يتداوله الكثيرين من الناس عن أن لحم الخراف يسبب السرطان بسبب أكلها من الزبالة غير صحيح، موضحا أن الأغنام وغيرها من المواشى الأخرى من الحيوانات "المجترة" ذات المعدة المركبة حباها الله بجهاز وقائي يحتوى على قدرة عالية تتعامل مع كافة الأضرار والسموم.
وأكد عثمان فى تصريح لـ "أهل مصر" أن الأغنام تنتقي من الزبالة الأوراق فقط، موضحا أن الورق يدخل فى صناعته ألياف نباتية تحتوى على مادة "السليولوز"، مبينا أن هذه المادة موجوده بالفعل فى سيقان النباتات، مفسرا ذلك بأن الحيونات التى تأكل الأوراق لا يلحق بها أي ضرر لأنها تتغذى على نباتات فى الأصل.
وأوضح "عثمان" أن سوء التغذية ينتج من إضافة بعض المواد الغير مرغوب فيها إلى العليقة "علف الحيوان" مثل مسحوق السمك، ومسحوق اللحوم، ومسحوق العظم، مشيرا إلى أن هذه المواد تم منعها من دخول مصر بسبب مرض جنون الأبقار التى تسببت فيه فى السنوات الماضية.
وأشار، إلى أن الذين يتجولون بأغنامهم فى الشوارع "الرعاة" ظاهرة طبيعية وأنهم موجودون من مئات السنين، موضحا أن التربية الكثيفة للأغنام "مزارع الأغنام" هى التى تغزو السوق الآن بمعنى أن الناس يعتمدون عليها فى الأضحية.
ومن جانبه، رأى عمرو محمود دكتور بيطري، أن التغذية ليست المشكلة الوحيدة التى تواجهنا الآن، موضحا أن انعدام الضمير لدى بعض التجار هو أكثر ما يهدد حياة الناس، مشيرًا إلى أن التجار قبل حلول عيد الأضحى يلجأون إلى تربية مجموعة مختلفة من الماشية ويسلكون عدة اتجاهات من أجل تحقيق الربح السريع عن طريق إضافة كميات كبيرة من الملح على الأعلاف بغرض شرب المياه بكميات كبيرة من الأغنام والماعز لزيادة وزنها، مما يحقق لهم أرباحًا كبيرة، ويأتي ذلك بسبب انعدام الرقابة البيطرية على الحيوانات.
وأضاف محمود، أن هناك العديد من الأمراض التى تنتج من هذه الأفعال الغير سليمة والتى من بينها مرض السلمونيلا والسل، موضحا أن هذا المرض يهدد حياة الإنسان، كما يؤثر ذلك أيضًا على الثروة الحيوانية في مصر ويجعلها مهددة بالانقراض.