الاقتراب من دائرة رئيس الجمهورية، ليس بالعمل العشوائى أو المتروك للصدفة، بل يشترط الأمر معايير قاسية على أعلى درجة من الاحترافية، وبالنظر إلى رجال تلك الدائرة يتضح استعانة الرئيس السيسى بثلة من رجال الدولة فى مختلف التخصصات، يشهد لهم تاريخهم المهنى والوطنى بأنهم على قدر الواجب والمسؤولية، كل فى مجاله.
-الأزهري.. سند ديني
الدكتور أسامة الأزهرى من أكثر الشخصيات قربًا لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، حيث يثق فيه الرئيس بشكل كبير، ويستشيره بشكل مستمر فى الأمور الدينية، مما جعله يعينه مستشارًا لرئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وسط توقعات بأن يكون شيخ الأزهر المقبل، خلفًا للدكتور أحمد الطيب فى حالة تعديل قانون الأزهر، وفقًا للمقترح الذى تقدم به النائب محمد أبوحامد إلى اللجنة الدينية بالبرلمان، موقعًا من أكثر من 80 نائبًا آخرين .
ولم تتوقف ثقة الرئيس السيسى فى "ألازهرى" عند تعيين مستشار لرئيس الجمهورية، حيث صدر قرار بتعيينه فى مجلس النواب، ليتم الاستفادة من علمه داخل اللجنة الدينية بالبرلمان، وتم انتخابه وكيلًا للجنة، ووصف "الأزهرى" بأنه "رأس الحربة"، والتى يعتمد عليها الرئيس السيسى فى تجديد الخطاب الدينى، الذى يسعى الرئيس لنشره بجميع محافظات الجمهورية، لمواجهة التطرف والإرهاب الأسود، الذى تتعرض له البلاد خلال الفترة الحالية.
يتضح دور أسامة الأزهرى وقربه من الرئيس من خلال الحملات الدعوية والتنويرية، التى يرأسها بجانب إلقائه خطبة العيد أمام "السيسى" فى حضور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ووزير الأوقاف المصرى محمد مختار جمعة، ومفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام العام قبل الماضى.
-جمال الدين.. مستشار الأرهاب
وبالنسبة للناحية الأمنية يثق الرئيس السيسى كثيرًا فى اللواء أحمد جمال الديـن، والذى تولى وزارة الداخلية فى حكومة هشام قنديل منذ أغسطس 2012 حتى يناير 2013 خلفًا لمحمد إبراهيم يوسف، حتى أقاله محمد مرسى من منصبه بعد أحداث قصر الاتحادية فى 5 ديسمبر 2012، بزعم تقصيره فى حماية القصر، وعدم الشدة مع المتظاهرين، وعين بدلًا منه اللواء محمد إبراهيم .
وشارك جمال الدين فى ثورة 30 يونيو 2013، والتى خرجت فى محافظات مصر لإسقاط حكم الإخوان، وحمله المتظاهرون حينها على الأكتاف، نظرًا لثقتهم الكبيرة فيه وحبهم له، وظل يهتف بسقوط حكم الإخوان.
وبدا إعجاب الرئيس السيسى بـ "جمال الدين" خلال فترة توليه وزارة الداخلية، وقدرته الكبيرة على قيادة الجهاز الشرطى، وانحيازه للشعب المصرى، رافضًا التعليمات التى تلقاها من محمد مرسى بالهجوم على المتظاهرين ومنعهم من الخروج فى مظاهرات مناهضة لحكم جماعة الإخوان الإرهابية حينها .
وعقب فوز السيسى فى الانتخابات الرئاسية كان اللواء أحمد جمال الدين قد ترك منصبه كوزير للداخلية، بعدما نجح فى إعادة الأمن والأمان إلى الشارع، وإصلاح المنظومة بالكامل عقب انهيار الشرطة فى أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، وهو ما جعل الرئيس يصر على الاستعانة به والاستفادة من خبراته الكبيرة فى مجال مكافحة الإرهاب، وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارًا جمهوريًا فى نوفمبر من عام 2014 بتعيينه مستشارًا للرئيس لملف الأمن والإرهاب .
-عدلى منصور.. رئيس بدرجة مستشار
كما يعد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق ورئيس المحكمة الدستورية العليا السابق من أكثر الشخصيات القريبة من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، ويحرص الرئيس على التواصل معه بشكل مستمر، ويتضح مدى قربه من الرئيس من خلال دعوته بشكل منتظم فى كافة الفاعليات التى يشارك فيها الرئيس .
-الجنزورى .. مستشار من الزمن الجميل
وفيما يخص الناحية السياسية فإن الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق من أكثر الشخصيات التى يثق فيها الرئيس السيسى، ودائم الاستماع إليه نظرًا لخبراته الكبيرة فى هذا المجال لتوليه منصب رئيس الوزراء لأكثر من مرة، ويتضح قربه من الرئيس من خلال دعوته لجميع الاحتفالات الرسمية التى يحضرها الرئيس .
كما يعد الدكتور محمد أبوشقة المحامى الشهير، والذى تولى منصب المستشار القانونى للحملة الرسمية للسيسى إبان فترة الانتخابات الرئاسية، وذلك لخبراته الكبيرة فى المجال القانونى ونجاحه فى إنهاء كافة الأمور القانونية المتعلقة بالحملة الرئاسية والتوكيلات بكل سهولة، وهو ما جعل الرئيس يثق فيه ويستعين به كمستشار قانونى له عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية.
- محسن عادل.. مؤشر الاقتصاد
فى الاقتصاد يستعين الرئيس السيسى بالدكتور محسن عادل، الخبير الاقتصادى، ونائب رئيس البورصة فى الملفات الاقتصادية، ويتم عقد اجتماعات عديدة معه داخل قصر الاتحادية، لأخذ رأيه فى القوانين والقرارات الاقتصادية، قبل أن يتم إصدارها من قبل المجموعة الاقتصادية بمجلس الوزراء.
- محلب.. الدينامو
رئيس الوزراء الأسبق ودينامو المشروعات القومية المهندس إبراهيم محلب، أحد الرجالات الذين نالوا ثقة الرئيس السيسى، خاصة مع نجاح رجل "المقاولون العرب" فى العبور بمصر فى فترات حالكة، وقدرته فى التواصل مع الشارع وخلق حالة عامة نالت إعجاب المصريين.
واستعان السيسى بمحلب ليكون مستشاره للمشروعات القومية، كما أوكل إليه مهمة استعادة أراضى الدولة المغتصبة، وأبدى محلب نجاحًا كبيرًا فى كل المهام التى أوكلت إليه.
-الوزير.. رجب المهام المستحيلة
يعد اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمثابة "الذراع اليمنى" للرئيس السيسى حيث يعتمد عليه رئيس الجمهورية فى جميع المشروعات القومية، التى يتم تدشينها خلال الفترة الحالية لثقته الكبيرة فى كفاءته والتزامه وقدرته على تسليم المشاريع وفقًا للمعايير المطلوبة وقبل المدة المحددة، وخير مثال على ذلك نجاح الوزير فى إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة خلال أقل من عام .
وكانت قناة السويس الجديدة ونجاح رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى تنفيذ هذا المشروع العملاق قبل موعده بمثابة شهادة نجاح له، وعززت ثقة الرئيس فيه، مما جعله من الشخصيات القليلة التى يتواصل معها السيسى بشكل شبه يومى، سواء من خلال الاجتماع به أو من خلال التواصل معه تليفونيًا، وظهرت تلك الثقة جلية فى أزمة جزيرة الوراق، حينما أسند الريس هذا الملف إلى "الوزير"، وعلى الفور توجه رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إلى منطقة الوراق واجتمع بأهالى الجزيرة وشرح لهم الإجراءات التى ستتخذها الدولة، وشدد خلال الجلسة على أنه لن يتضرر أحد، وخلال اللقاء اتصل الرئيس السيسى به وتحدث الرئيس مع أهالى جزيرة الوراق .
العريان.. خبير من الخارج
الدكتور محمد العريان خبير الاقتصاد العالمى، الذى استطاع العمل بـ "كبرى" المؤسسات الاقتصادية، وصفه المراقبون بالرجل الغامض ولقب"بالحكيم" وصلت شهرته لـ "باراك أوباما" الرئيس الأمريكى حتى استعان به.
واليوم عين العريان ضمن الأعضاء ذوى الخبرة بالمجلس التنسيقى للبنك المركزى بقرار جمهورى، حالة التوتر التى يشهدها البنك المركزى منذ فترة كانت بحاجة لوجود كفاءات قوية توقف نزيف الجنيه المصرى، خاصة فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد.
وكان الرئيس السيسى قد أصدر قرارًا بتعيين طارق عامر محافظًا جديدًا للبنك المركزى خلفًا لـ"هشام رامز"، واكتمل أعضاء مجلس البنك المركزى بتعيين العريان والدكتور فاروق العقدة والدكتورة عبلة عبداللطيف.
ولد الدكتور محمد العريان فى "مصر الجديدة" عام 1958، وهو نجل المستشارعبدالله العريان، الذى كان أستاذًا للقانون ثم قاضيًا فى محكمة العدل الدولية، وابن عمه المهندس إبراهيم شكرى رئيس حزب العمل الراحل.
حصل على شهادة جامعية فى الاقتصاد من جامعة كامبريدج، كما حصل على شهادتى الماجيستير والدكتوراة فى الاقتصاد من جامعة أكسفورد فى المملكة المتحدة.
عمل محمد عبدالله العريان لمدة 15 عامًا لدى صندوق النقد الدولى فى واشنطن، وشغل منصب مدير تنفيذى فى "سالمون سميث بارنى" التابعة لسيتى جروب فى لندن، وفى عام 1999 انضم إلى مؤسسة بيمكو الاستثمارية العالمية.
عمل فى العديد من المجالس واللجان الاقتصادية والمالية والدولية، بما فى ذلك وزارة الخزانة الأمريكية، والمركز الدولى للبحوث، ومعهد بيترسون للاقتصاد الدولى، ويعمل باحثًا فى مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى، وكامبريدج فى الولايات المتحدة.
نال فى عام 2008 جائزة عن كتابه «عندما تتصادم الأسواق».
صنف فى المرتبة الـ 11 ضمن قائمة "أقوى 500 شخصية عربية فى عام 2011"، آربيان بيزنس.
صنف فى المرتبة الـ 7 ضمن "100 شخصية عربية مؤثرة" فى عام 2009 ، آربيان بيزنس.
عينه الرئيس الأمريكى باراك أوباما رئيسًا لـ"مجلس الرئيس للتنمية العالمية" فى ديسمبر 2012.
تصدر الخبير الاقتصادى العالمى، الأسماء التى كانت مرشحة لتولى رئاسة الوزراء، خلفًا للدكتور كمال الجنزورى المعين من المجلس العسكرى.
شغل سابقًا منصب المدير التنفيذى لبيمكو واستقال من منصبه فى يناير 2014.
نقلا عن العدد الورقي.