تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الأربعاء، عددا من القضايا المهمة على رأسها خطر الإرهاب على العالم، والتفرقة العنصرية في الولايات المتحدة.
فتحت عنوان "خطاب الكراهية"، قال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، في عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" إنه على الرغم من كفاح البشرية الطويل سعيا إلى إقرار الحقوق المدنية للأفراد والمجتمعات على قاعدة المساواة التى بزغت مع الثورة الفرنسية باعتبارها واحدا من أهم حقوق الإنسان، واندحار سيطرة الرجل الأبيض بنهاية عصر العبيد فى أتون الحرب الأهلية التى خاضتها هذه المجتمعات، وتوثيق حقوق الإنسان فى العدل والمساواة فى اتفاقات ومعاهدات ووثائق وطنية ودولية وعالمية، لاتزال بذور الكراهية العنصرية كامنة فى كثير من مجتمعات الغرب خاصة الولايات المتحدة، تغذى خطابا عنصريا يقوم على الكراهية ورفض التعايش مع الآخر وإنكار حقوقه، تحتضنه جماعات عنصرية عديدة يعاودها الحنين إلى عصر سيطرة الرجل الأبيض.
وأوضح مكرم أنه منذ أن انفجرت، في مطلع الأسبوع الماضي، حوادث مدينة تشارلو تسيفل العنصرية فى ولاية فرجينيا الأمريكية التى راح ضحيتها سيدة صغيرة السن و19 جريحا بعد اشتباكات عنيفة بين أنصار الجماعات العنصرية من كوكس كلان إلى النازيين الجدد، وجماعات أخرى من أنصار الحقوق المدنية تعارضها، والتوتر العنصري يتأجج ويزداد خطورة فى جميع أنحاء الولايات المتحدة يكاد يقسمه ليزيد من غضب غالبية الأمريكيين على الرئيس ترامب الذى انهارت شعبيته إلى حدود 36 فى المائة، ويواجه أكبر أزمة داخلية، تتهمه بالتعاطف مع العنصريين الذين يشكلون أغلب جمهوره الانتخابي.
وأضاف قائلا:"والواضح من اتجاه الريح الأمريكية أن الرئيس ترامب هو الخاسر الأكبر من تأجيج الصراع العنصرى المتزايد داخل الولايات المتحدة".
وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "العالم وخطر الإرهاب"، قال الكاتب محمد بركات: في ظل الوقائع الجارية اليوم في دول العالم وقاراته المختلفة، وما نشاهده ونتابعه ونعايشه من تصاعد لموجات العنف والإرهاب، وما جري في انقرة وما حدث في برلين وما وقع قبل ذلك في باريس ونيس وبروكسل ولندن وما وقع مؤخرا في برشلونة، وما يمكن ان يقع في أي عاصمة أو مدينة أخري، فإن احدا لا يستطيع ان يصف الأحوال الدولية بالاستقرار أو الهدوء على الإطلاق.
وأضاف بركات أن الحقائق علي الأرض تقول إننا أمام حالة عدم استقرار وقلق وتطرف وعنف تكاد تعم العالم كله دون استثناء، سواء أوروبا أو آسيا أو أمريكا أو الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وأيضا في كل مكان بالعالم الملئ بالدول والقارات، دون أن نستثني أكبرها وأقواها أو حتى أصغرها وأضعفها.
وأوضح أن هذه الحقائق تؤكد بوضوح صحة ما حذرت منه مصر مرارا وتكرارا الشهور والسنوات الماضية وحتى اليوم، من خطورة الإرهاب وتهديده للعالم كله، ومطالبتها المستمرة بضرورة التصدي له علي المستوي الدولي الشامل، ووقوف كافة الدول معا لمواجهته وتجفيف منابعه ووقف تمويله ووضع نهاية له.
وأعرب بركات عن أمله في أن يفيق العالم من غفوته، ويدرك الخطورة البالغة لعدم التصدي القوي والفعال والموحد لهذه الظاهرة المدمرة، والتي تحولت إلى وحش يهدد الكل ولا يستثني أحدا، بعد أن كان البعض يتصور ان خطرها سيتوقف عند تهديد مصر والبلاد العربية فقط.
أما الكاتب ناجي قمحة وفي عموده "غدا.. أفضل" تحت عنوان "البديل.. للإدارة الأجنبية" فقد أكد أن البعض يتسرع في إلصاق تهمة الفشل للإدارة المصرية في أي موقع أو مؤسسة أو شركة تتعرض للخسارة المالية أو قصور الأداء أو عدم الأهلية للوفاء بالمسئولية.
وقال قمحة: "يتهم هؤلاء كل من يتصدي للدفاع عن الإدارة المصرية ويرفض استيراد إدارة أجنبية ويصفونه بالحساسية تجاه تجارب سابقة في عقود الفساد قادتنا إلي مجزرة الخصخصة التي بددت وباعت للمغامرين الأجانب ووكلائهم معظم قلاعنا الصناعية ومؤسساتنا وشركاتنا الأجنبية وهو وصف في غير محله لأن تكرار التجربة لا ينفي تكرار النتيجة خاصة مع بقاء مواقع عديدة أسيرة لوكلاء الفساد وجماعات المصالح من المستغلين والاحتكاريين الذين لا يملون عمليات القرصنة وإباحة الاستيلاء علي المال العام علي أي صورة كان مؤسسة أو شركة أو هيئة عامة كالسكة الحديد.
وتساءل الكاتب: "أليس الأجدى والأسلم أن نبحث عن تحديث الإدارة المصرية وتقويم سلبياتها وهي معروفة بإرادة حازمة وجدية دائمة ورقابة دقيقة تستأصل الفاسد والمتخاذل وتشجع المبتكر والمجد. وتغلق أبواب الفتنة التي تدخل منها الإدارة الأجنبية وتوابعها".